المحاضرة الثانية

موضوع العين الثالثة  (العين السماويّة) "تيانمو، Tianmu "

 

هناك كثير من مُعلـّمي التشيكونق الذين تحدّثوا أيضًا عن بعض الأشياء ضمن موضوع   "التيانمو" (العين الثالثة)، ولكن الشرع في مُختلف المستويات يتجلـّى في أشكال مختلفة. عندما يكون شخص مّا قد وصل إلى درجة مُعيّـنة عبر الشيولين، فهو لا يستطيـع أن يرى سوى مشاهد تلك الدرجة، لا يستطيـع أن يرى الحقائق التي تتجاوز تلك الدرجة، وتبَعـًا لذلك فهو لا يُصدّقها، لذلك فإنـّه يعتبر أنّ ما رآه في مُستوى درجته هو الحقيقيّ لا غيره. طالما أنـّه لم يصِل إلى درجة أرفع عبر الشّيولين، فهو يظنّ أنّ تلك الأشياء ليس لها وجود، وأنـّها غير معقولة، هذا يتوقّف على المستوى، تفكيره أيضًا لا يُمكن أن يسمُوَ. بعبارة أخرى، في موضوع تيانمو الإنسان، بعضهم يقول شيئًا والآخرون يقولون شيئًا آخر، وفي نهاية الأمر هناك فوضى كبيرة تعُمّ أقاويلهم، لا أحد يُوضّح الموضوع، في الحقيقة، التيانمو هو موضوع لا يُمكن الحديث عنه في مُستوًى مُتدنّ. في الماضي، بما أنّ تركيبة التيانمو كانت تنتمي إلى سرّ الأسرار، كان لا يُسمَح للنـّاس العاديّين معرفتـُها، لذلك منذ القديم، لا أحد يتحدّث عنها. ولكننا هُنا لن نـُـناقشَ النـّظريّات القديمة، سنستعمل العلم الحديث واللـّغة العصريّة الأكثر بساطة ًوالأكثر وضوحًا لكي نشرح الأمر، ثمّ إننا سنستعرضُ جوهر المسألة.

 

التيانمو التي نتحدّث عنها، في الحقيقة، تقعُ بين الحاجبيِْن، إلى الفوق قليلا، مُرتبطة بالغدّة الصّـنوبريّة، تلك هي القـناة الرّئيسيّة. يملك الجسم عيونـًا كثيرة، تقول المدرسة الطاويّة أنّ كلّ "تسياو، Qiao " (فتحة) هي عين. تـُسمّي المدرسة الطاويّة قنوات الجسم "تسياو"، الطبّ الصّيني يُسمّيها "ميريديانات". مدرسة بوذا تقول أنّ كلاّ من مسامّ الجسم هي عين، لذلك كان هناك أناس يستعملون آذانهم للقراءة، وآخرون يستعملون الأيدي أو مُؤخّرة الرّأس، وآخرون ايضًا يقرؤون بواسطة القدميْن أو البطن، كلّ هذا ممكن.

 

في حديثنا عن التيانمو، أوّلاً سنقول بعض الكلمات حول هاتين العينين الحسّيتيْن للإنسان. حاليّا، يظنّ البعض أنّ هاتين العينين قادرتان على رُؤية أيّ مادّةٍ وأيّ شيءٍ من أشياء عالمنا مهما يكـُنْ. لذلك هناك أناس يتعنـّتون في الموقف التالي: هم يعتقدون أنّ ما تراه العينان هو فقط الواقعيّ، ما لا يرَونهُ لا يُصدّقونه. منذ القديم، جرى الاعتقاد أنّ هؤلاء النـّاس ليست لديهم درجة وعي جيّدةٍ، البعض لا يتوصّـل إلى أن يُفسّر بوضوح لِمَ درجة وعيهم غير جيّدة. لا يُصدّق المرء إذا لمْ يَرَ، هذا يبدو معقولاً عند سماعه. مهما يكُن المكان-الزمانيّ، فإنه يتكوّن من مادّةٍ، طبعًا كلّ مكان–زمانيّ مُختلف له تركيبة فيزيائيّة مُختلفة، والحياة تتجلـّى فيه  بأشكال مُتنوّعة.

 

أذكر لكم مثالاً : في البوذيّة يُقال أنّ كلّ ظواهر المُجتمع البشريّ هي وهم وغير حقيقيّة. كيف يُمكن أن تكونَ وهمًا ؟ إنـّها أشياء تـُوجد هنا فعلاً، من يستطيـع أن يدّعي أنـّها مُزيّفة ؟ إنّ شكل وجود شيءٍ مّا هُو هُو، ولكنّ شكل تجلـّيه ليس كذلك. ولكنّ أعيننا تملك نوعًا من قدرات القونق من شأنه أن يُثبّتَ أشياء عالمنا الماديّ على الحالة التي نراها فيها الآن. في الحقيقة، هي لا تـُوجد على تلك الحالة، حتى في العالم الذي نوجدُ فيه، هي لا تـُوجد على تلك الحالة. مثلاً ماهو شكل الكائن البشريّ تحت المجهر ؟ كلّ الجسم مُكوّن من جُزيئاتٍ ضئيلة، مُفكّكة مثل حبّات الرّمل، وجميعها في حركيّة، الالكترونات تتحرّك، دائرة ًحول النـّوى الذريّة، كلّ الجسم يُوجد في حركة تقلـّص دائريّة. سطح الجسم ليس أملسًا ولا مُستويًا. كلّ شيءٍ في الكون، الفولاذ، الحديد، الحجر، وعناصر جُـزيئاتها في الدّاخل كلـّها في حركةٍ. أنتم لا تروْن الشّكل تامّا، في الواقع هذه الأشياء ليست ثابتة ً. هذه الطاولة هي أيضًا في حركة دائريّة، ولكنّ أعيننا لا ترى صورتها الحقيقيّة، هاتان العينان يُمكن أن تخلقا عند الإنسان انطباعًا مغلوطـًا.

 

ليس هذا معناه أنـنا غير قادرين على رُؤية أشياء في حالة مجهريّة، ولا أنّ الإنسان لا يملكُ هذه القدرة، بل بالعكس، لقد خـُـلِـقَ بهذه القدرة، هو قادر على رُؤية أشياء مجهريّة إلى حدّ مّا. بالنسبة لنا، الكائنات البشريّة، امتلاك عَيْـنيْ هذا العالم المادّي يُمكن أن يخلق هذا النـّوع من الصّور المُزيّفة، ويحجُبَ الإنسان عن الرّؤية. كان يُقال في الماضي عن هؤلاء النـّاس الذين لا يعترفون بما لا يَرَونه، كان يُقال دائمًا في ميدان الشّيولين، أنهم لا يملكون درجة وعي ٍ جيّدةٍ، أنهم مُشوّشون بالصّور المُزيّفة للنـّاس العاديّين، أنهم ضالـّون وسط النـّاس العاديّين، إنها جملة تـُقال منذ القديم في الدّين، في الحقيقة، نحنُ أيضًا نجدُها صائبة ً.

 

هاتان العينان تستطيعان أن تـُـثبّتا أشياء عالمنا المادّيّ على هذه الحالة، ما عدا ذلك، ليست لديهما مقدُرة كبيرة. عندما يرى الإنسان شيئًا، لا تتكوّن الصّورة مُباشرة ً في العين، العينان هما مثل عدسة آلة تصوير، ليس لهما سوى دور أداةٍ. لكي يرى المرءُ بعيدًا، يجب أن تتمدّدَ العدسة، عينانا لهما أيضًا نفس الوظيفة، عندما نـُشاهد مكانـًا قاتمًا، يتـّسع البؤبؤان، لكي نأخذ صورة في مكان مُظلم، يجبُ أن يتمّ إرسال أشعّة الضّوء كثيرًا، وإلاّ تعرّضُ الصّورة للضّوء لن يكون كافيًا، سيكون كلّ شيء أسودًا ؛ وعندما يذهبُ المرء إلى الخارج في مكان مُضيءٍ جدّا، يضيقُ البؤبؤان، وإلاّ فسيُجهَرُ المرءُ ولن يرى بوضوح، نظام آلة التصوير هو نفسه، حاجب النـّور في آلة التصوير يجبُ أن يضيقَ. العينان لا تستطيعان سوى التقاط الأشياء، ليسا سوى ضربًا من أداةٍ. عندما نـُشاهد حقـّا شيئـًا، شخصًا أو شكل وجود شيءٍ مّا، تكوّنُ الصّورة يتمّ في دماغنا. بعبارةٍ أخرى، يرى المرء من خلال عينيه، ثمّ تـُـنقـَلُ الإشارات البصريّة عبر أعصاب بصرية إلى الغدّة الصّـنوبريّة الواقعة في مُؤخـّرة الرّأس، لكي ترتسِمَ في تلك المنطقة. يعني أنّ من يقوم حقـّا بوظيفة عكس الصّور ورُِؤية الأشياء هي هذا الجُـزء من الدّماغ، الغدّة الصّـنوبريّة، الطبّ الحديث يُقرّ أيضًا هذا الأمر.

 

فتح التيانمو الذي نتحدّث عنه يتمثل في فتح قناةٍ بين الحاجبين، مع تجنـّب الأعصاب البصريّة للإنسان، حتـّى نجعل الغدّة الصّـنوبريّة ترى مباشرة نحو الخارج. هذا ما نـُسمّيه فتح التيانمو. البعض يُفكـّر حينئذٍ أنّ ذلك غير واقعيّ، هاتان العينان تستطيعان أن تلعبا دور أداةٍ، هما تستطيعان أن تـُصوّرا الأشياء، بدونهما يستحيل الأمر. لقد اكتشف الطبّ الحديث بواسطة التشريـح أنّ الجزء الأماميّ للغدّة الصّـنوبريّة مُزوّد بكلّ تركيبات الأنسجة الموجودة في العين البشريّة. وبما أنها تـُوجد داخل الجُمجمة، فقد قيلَ أنـّها عين سَلـَفيّة. هل هي عين سَلـَفيّة أم لا، في أوساط الشّيولين، نحنُ نتـّخذ إزاء ذلك موقفـًا مُتحفـّـظـًا. ومع ذلك، لقد أقرّ الطبّ الحديث أنه توجد عين في ذلك المكان الواقع وسط رأس الإنسان. القناة التي نفتحُها تستهدفُ مُباشرة ً ذلك المكان، الأمر الذي يتـّفق بالضّبط مع معارف الطبّ الحديث. هذه العين لا تـُحدث، مثل أعيننا الحسّيّة، صُورًا مغلوطة لدى الإنسان، إنـّها تستطيـع أن ترى عُمق الأشياء وأن تـُبصرَ لـُبّ المادّة. لذلك فإنّ الإنسان الذي تكون عينه الثالثة مفتوحة على مستوى عال جدّا يستطيـع أن يرى من خلال عالمنا أمكنة-زمانيّة أخرى، يستطيـع أن يرى صورًا غير مرئيّة بالنـّسبة للنـّاس العاديّين ؛ تلك التي يكون مُستواها غير عال جدّا، يُمكن أن تكونَ لها رُؤية نفـّاذة، ترى الأشياء عبر الجدار كما ترى داخل الجسم البشريّ، هذه العين مُزوّدة بهذا النـّوع من قدرات القونق.

 

تتحدّث مدرسة بوذا عن خمس قدراتٍ في الرّؤية: رؤية العين الحسّيّة "رويان تونق، rou yan tong "، رؤية عين السّماء "تيان يان تونق،tian yan tong "، رؤية عين الحكمة "هوي يان تونق، hui yan tong "، رؤية عين الشّرع "فا يان تونق، Fa yan tong "، ورؤية عين بوذا "فو يان تونق، fo yan tong ". هذه هي المستويات الخمسة الهامّة للـتيانمو، وكلّ مستوىً ينقسم أيضًا إلى أعلى، أوسط وأدنى. تقول المدرسة الطاويّة أنّ عين الشّرع تنقسم إلى تسعة ضارب تسعة، إحدى وثمانين مستوىً. نحن هنا نقوم بفتح التيانمو لكم جميعًا، ولكنـنا لا نقوم بفتح ٍتحت مستوى عين السّماء. لماذا ؟ أنتم هنا لكي تبدؤوا الشيولين، في الواقع أنتم تبدؤون وأنتم بعدُ تعيشون حياة اجتماعيّة عاديّة مع بقية الناس، لديكم عديد التعلـّقات الخاصّة بالناس العاديّين التي لم يتمّ  نزعُها بعدُ. لوأعطيناكم الفتح في مستوى أدنى من عين السّماء، فستحصلون على قدرة قونق يعتبرها النـّاس خارقة، قدرة غيرعاديّة، سترون الأشياء عبر الجدار وداخل الجسم البشريّ. لو مرّرنا هذا القونقننق إلى عددٍ كبير من الناس وأعطينا لكُلّ  فتحًا في ذلك المستوى، فإنّ ذلك سيُدخلُ الاضطراب بشكل خطير على مجتمع الناس العاديّين، ويُشوّش ذلك حالة المجتمع، أسرار الدّولة ستصيرُ غير محفوظةٍ ؛ إنْ يكُن الشّخص مُرتديًا ثيابه أم لا سيكون سواء ؛ شخص في حجرته يُمكن أن ترَوْه من الخارج، ستربحون ربّما الجائزة الأولى في اليانصيب ؛ هذا لا يـُعقل. فليـُفكّر الجميـع، لو أنّ كلّ شخص يملك تيانمو مفتوحة على مستوى عين السّماء، فهل سيبقى هذا مُجتمعًا بشريّا ؟ الظواهر التي تـُدخل اضطرابًا خطيرًا على مجتمع الناس العاديّين لا يُسْمَحُ بوجودها مُطلَقـًا. لو منحتكم حقـّا الفتحَ على ذلك المستوى، ربّما ستصيرون في الحين معلـّمي تشيكونق. البعض كانوا يحلـُمون في الماضي بأن يُصبحوا معلـّمي تشيكونق، وفي الحال، مع التيانمو المفتوحة منذ البداية، سيكونون قادرين على مُداواة المرضى. ألن أكون بهذا قد استدرجتكم إلى طريق باطلة ؟

 

إذن على أيّ مستوىً سأفتح عينكم الثالثة ؟ سأفتحها لكم مُباشرة على مستوى عين الحكمة. بالنسبة لِفتح على المستوى الأعلى، طبيعتكم الأخلاقيّة غير كافية ؛ وفتح على المستوى المُتدنـّي يُمكن أن يُلحِقَ الضّرر بصفةٍ خطيرةٍ بمجتمع النـّاس العاديّين. مع الفتح على مستوى عين الحكمة، لن تكونوا قادرين على رؤية أشياء عبر الجدار ولا رؤية الجسم البشريّ من الدّاخل، ولكنكم ستستطيعون رؤية المشاهد الموجودة في عوالم أخرى. ما الفائدة من ذلك ؟ ذلك يُمكن أن يُرسّخ ثقتكم في الممارسة، سترون جيّدًا ما لا يراه الناس العاديّون، وتتأكدون من وجود ذلك فعلاً. الآن إن كنتم ترون بوضوح أم لا، أنا أمنحكم الفتحَ على ذلك المستوى، وهو أمر طيّب بالنـّسبة لممارستكم. بالنـّسبة للناس الذين يتعهّدون حقـّا الدّافـا (الشّرع الأكبر)، الذين يُـلزمون أنفسهم بشدّةٍ برفع السين سينغ، قراءة هذا الكتاب ستعطيهم  نفس المفعول.

                             

ما هي المقوّمات المعتمدة لتحديد مستوى تيانمو الإنسان ؟ أنتم لن تتمكّـنوا من رؤية كلّ شيءٍ بمُجرّد أن نفتح لكم التيانمو، ليس الأمر كذلك، بل إنّ التيانمو مُقسّمة أيضًا إلى مُستويات. إذن، ما الذي يُحدّد هذه المستويات ؟ هناك ثلاثة عوامل : الأوّل، يجب أن تكون التيانمو مُحاطة بحقل من الدّاخل إلى الخارج، نـُسمّيه "تشي الخـُلاصة" (دجينغ هوا جي تشي، jing hua zhi qi ). ما هي وظيفته ؟ مثل شاشة التلفاز، لو لم يكُنْ هناك غـُبار فسفوريّ، فبعد فتحه، لا يعدو هذا الأخير أن يكون مصباحًا يبعثُ الضّوءَ دون إعطاء صُور، بوجود الفوسفور يُمكنه إرسال الصّورَ. هذا المثال غير مناسب تماما ؛ لأننا نرى بطريقة مُباشرة، بينما التلفاز يعرضُها من خلال شاشة فسفورية، هذا يُوضّح تقريبًا ما أعني. هذا القليل من تشي الخـُلاصة ثمين جدّا، إنـّه مُكوّن من مادّة مُستخلصة من الدّو المُصفـّاة. في أغلب الأحيان يختلف تشي الخـُلاصة من شخص لآخر، من بين عشرة آلاف شخص، يُحتـَمَل وجود شخصين فقط لهما نفس المستوى.

 

مستوى التيانمو هو تجلّ مُباشر للـ"فـا"(الشّرع) في كوننا. إنـّه شيء خارق للعادة، مُرتبط ارتباطـًا وثيقـًا بسين سينغ الإنسان، إذا كان سين سينغ الإنسان مُتدنـّيًا، فإنّ مستواه إذن مُتدنّ. بما أنّ السين سينغ عنده متدنّ،  فإنّ تشي الخـُلاصة لديه يتبدّد كثيرًا ؛ خلافـًا لذلك، شخص آخر يكون السين سينغ عنده مرتفعًا، منذ طفولته إلى سنّ نـُضجه في مُجتمع النـّاس العاديّين، لم يُول أهمّية كبيرة للشهرة والكسب، للخلافات بين النـّاس، للمصالح الشّخصيّة، للمشاعر السّبعة والرّغبات الستّ، رُبّما يبقى تشي الخلاصة لديه محفوظـًا جيّدًا، لذلك عندما تـُفتـَحُ عينه الثالثة، سيُمكنه أن يرى بوضوح. الأطفال دون سن السّادسة يُمكن أن يَرَوْا بوضوح بعد الفتح، والتيانمو عندهم سهلة الفتح، جُملة واحدة تكفي لفتحها.

 

إذا أخِذ المرء في التيار الجارف ووعاء الأصباغ هذا الذي هو مُجتمع النـّاس العاديّين، فما يعتبرُه الناس العاديّون صوابًا هو في الحقيقة باطل في مُعظمه. يطمح الإنسان دائما للعيش بطريقة أفضل، أليس كذلك ؟ السّعي وراء حياة أفضل قد يمسّ بمصالح الآخرين دون ريب، أن يُنمّي روح الأنانيّة، أن يجعلنا نستحوذ على ملك الآخرين، أن يجعلنا نـُسيء معاملة الآخرين ونـُـلحقُ بهم الأذى. من أجل المصلحة الشّخصيّة، نخوضُ خلافاتٍ وصراعاتٍ مع النـّاس العاديّين، أليس هذا على طرف النـّقيض من الطبيعة الخاصّة بالكون ؟ إذن ما يعتقده الإنسان  صوابًا هو ليس بالضّرورة صوابًا. بالنـّسبة لتربية الأطفال، غالبًا ما يتمنـّى الأبوان أن يكون  لأبنائهم مركز مرموق في مجتمع الناس العاديّين، منذ نعومة أظفارهم يطرّقون أسماعهم بالنصائح التالية: "يجب أن تتعلـّم كيف تكون حاذقــًا  ! "، ولكنّ "الحذق" هو في حدّ ذاته خطأ من منظور كوننا، لأننا نوصي باتباع النـّسق الطبيعي للأشياء وعدم إعارة أهمّية كبيرة للمصالح الشّخصيّة. إن كان حاذقــًا فما من غاية وراء ذلك سوى تدبّر مصالحه الشّخصيّة، "إن أهانك أحدهم، اشتكِهِ إلى مدرّسه أو أبويه."، "عندما ترى نقودًا مُلقاة على الأرض، التقطها.".. يُربّونه بهذه الطريقة. عندما يتشبّـع الطفل بمثل هذه الأشياء منذ طفولته إلى سنّ نـُضجه، شيئًا فشيئًا، يُصبح أنانيّا أكثر فأكثر في مجتمع الناس العاديّين، ويصيرُ يعرفُ كيف يستغلّ الآخرين، وبالتالي يخسرُ الدّو التي بحوزته.

 

هذه الدّو التي وقع التفريط فيها لا تضمحلّ، إنها تتحوّل للآخرين، بينما تشي الخـُلاصة يُمكن أن يضمحلّ ؛ إن كان هذ الشّخص مُحتالاً جدّا منذ طفولته إلى كهولته، وكانت مصالحه الشّخصيّة تستأثر بكلّ اهتمامه، جشعًا للكسب، بالنـّسبة لهذا النوع من الناس، لا تشتغل التيانمو بعد فتحها، ولا يرَوْن بوضوح، ولكنّ هذا لا يعني أنهم لن يَرَوْا أبدًا. لماذا ؟ لأنه في مسار الشّيولين، نـُريد أن نعود إلى الأصل ونسترجع الحقيقة الأولى، عبر الممارسة باستمرار، عبر استرداد الأشياء الضّائعة باستمرار، وعبر البناء من جديد. لذلك يجبُ على المرء أن يكونَ صارمًا بخصوص السين سينغ، نحن نتحدّث عن سموّ كامل وعلوّ شامل. عندما يرتفع السين سينغ، يرتفع معه كلّ شيءٍ ؛ إذا لم يرتفع السين سينغ، القليل من تشي الخـُلاصة حول التيانمو لا يُمكن استرجاعه هو الآخر، ذاك هو القانون.

 

العامل الثـاني هو أنه عندما تـُمارسون بأنفسكم، إن كان الاستعداد جيّدًا، تستطيعون فتح  التيانمو بواسطة الممارسة. في كثير من الأحيان، بعض الأشخاص يقفزون مذعورين عندما تنفتحُ التيانمو عندهم. لماذا الذعر ؟ لأنه عادة ما يختار المرء السّاعة بين مُنتصف الليل والواحدة صباحًا للممارسة، حين يكون الليل عميقـًا والسّكون مُخيّمًا تمامًا: مع مواصلة الممارسة بصفة دائمة، بغتة يرى المرء عينـًا كبيرة أمام عينيْه، فيفزَعُ في الحين. انتفاضة الفزع هذه ليست بالأمر الهيـّن، إذ لا يجرُؤ المرء على الممارسة بعدها. كم هو مُرعب ذلك ! عين بذلك الحجم، وتنظر مُحرّكة رُموشها، إنها واضحة وجليّة. لذلك يُسمّيها البعض عين الشّيطان، ويُسمّيها البعض الآخر عين بوذا، في الحقيقة هي عينكم أنتم. طبعًا التعهّد يتوقف على المرء والقونق يتوقّف على المعلـّم. بالنسبة للممارس، كلّ مسار تطوّر القونق عنده هو مسار مُعقـّد غاية التعقيد في عوالم أخرى، لا فقط في عالم آخر، ولكن أيضًا في كلّ العوالم، في كلّ عالم يكون الجسم في طور التحوّل. هل أنتم قادرون على القيام بذلك بأنفسكم ؟ أبدًا. كلّ هذه الأعمال مُنظـّمة من طرف المعلـّم، المعلـّم هو الذي يتصرّف، لذلك يُقال أنّ التعهّد يتوقّف على المرء والقونق يتوقف على المعلـّم. أنتم عليكم بالإرادة فقط، أمّا الفعل الحقيقيّ، المعلـّم هو الذي يُحقـّقه لكم.

 

البعض يتوصّـل إلى فتح التيانمو بواسطة الممارسة، نحن نقول أنـّها عينكم، ولكنكم لا تستطيعون تهيئتها بأنفسكم. البعض لديهم معلـّم، عندما يرى المُعلـّم أنّ التيانمو عندكم مفتوحة، يُصيّرُ لكم عينـًا تسمّى "العين الحقيقيّة" (جهان يان، zhen yan ). طبعًا بعض الأشخاص ليس لديهم معلـّم، ولكن قد يكون هناك معلـّم عابر. في مدرسة بوذا، يُقال: "البوذا موجودون في كلّ مكان."، إنهم في كلّ مكان، نعم إنّ أعدادهم كثيرة إلى تلك الدّرجة. البعض الآخر يقولون: "ثلاثة اقدام فوق الرّأس، توجد الأرواح السماويّة." وهذا يعني أنّ عددها كبير جدّا. المعلـّم العابر يرى أنّ ممارستكم ليست سيّئة، وأنّ التيانمو لديكم مفتوحة، ولكن تنقصُكم عين، فيُصيّر لكم عينـًا، يُمكن القول أيضًا أنكم تحصّـلتم عليها بفضل ممارستكم. لأنه عندما يتعلـّق الأمر بخلاص الإنسان، لا يتحدّثون عن شروط أو مُقابل، أو مُكافأةٍ أو مجدٍ، هذه الأرواح العلوية أسمى بكثير وأنبل من النـّماذج والشخصيّات المثاليّة عند الناس العاديّين، إنّ ما تفعله ينبـعُ مُباشرة من الرّحمة.

 

بعد فتح التيانمو تظهر الحالة التالية، وهو أن النـّور يسـطعـكُم بقوّة ولديكم إحساس أنّ عيـنـيـكـم بهرها النـّور. في الحقيقة، النـّور لا يسطعُ عينيكم بل غـُدّتكم الصّـنوبريّة، فتـُحسّون إذن إحساسًا شبيهًا بالانبهار. ذلك لأنكم لم تحصلوا بعدُ على هذه العين الحقيقيّة، عندما يتمّ إعطاؤكم هذه العين، لن تـُحسّوا مُجدّدًا بالانبهار. قسمٌ من بيننا سيتسنـّى لهم أن يَرَوْا ويُحسّوا بهذه العين الحقيقيّة. بما أنـّها مُماثلة لطبع الكون، فإنـّها بريئة وفضوليّة، إنـّها تنظرُ إلى الدّاخل لترى ما إذا كانت التيانمو عندكم مفتوحة وما إذا كانت هذه الأخيرة قادرة على الرّؤية، إنـّها تنظر إليكم من الدّاخل. في تلك اللحظة، بما أنّ عينكم الثالثة تكون قد فـُتِحتْ، وبما أنّ الأخرى بصدد النـّظر إليكم، فأنتم ترونها وهي تنظر، ممّا يجعلكم تنتفضون فزَعًا. في الحقيقة، هي عينكم الخاصّة، ومنذ ذلك الحين ستكون هي العين التي ترَوْن بها الأشياء ؛ بدون تلك العين، لن ترَوْا شيئًا بالمرّة، حتى وإن كانت عينكم الثالثة مفتوحة.

 

العامل الثالث يتعلـّق بالاختلافات التي تتجلـّى في كلّ عالم عندما يقعُ تخطـّي مُستوى مُعيّن، إنّ هذاالعامل يُحدّد فعلاً المستوى. لرُؤية الأشياء، بالإضافة إلى القناة الرئيسيّة، يملكُ الإنسان أيضًا كثيرًا من القنوات الثانويّة. مدرسة بوذا تقول أنّ كلّ واحدة من مسامّ الجسم هي عين ؛ المدرسة الطاويّة تقول أنّ كلّ فـَـتـَحات الجسم هي أعيُن، يعني أنّ كلّ النقاط الميريديانيّة (القنوات) هي أعيُن. طبعًا ما نتحدّث عنه هو شكل من أشكال التحوّل في الجسم حاصل عن الشّرع، وهو القدرة  على الرّؤية من كلّ مكان ٍ.

 

المستوى الذي نتحدّث عنه هو أيضًا مُختلف. بخلاف القناة الرئيسيّة، هناك أيضًا قنوات ثانويّة هامّة بين الحاجبين، فوق وتحت الجفون، وفي أصل الأنف. وهي تـُحدّد مسألة تجاوز المستوى. طبعًا، عُمومًا بالنـّسبة للممارس، إن كان قادرًا على الرّؤية من كلّ هذه الأمكنة، فإنّ هذا الشّخص قد تجاوز مستويات عالية جدّا. البعض يستطيعون أيضًا ان يَرَوْا بواسطة العينيْن الفيزيائيّتيْن، لقد توصّـلوا إلى تنمية رؤية هاتين العينين بواسطة الشّيولين، هاتان العينان هما أيضًا مُزوّدتان بمُختلف أشكال قدرات القونق. ولكن إن لم يتوصّـل المرءُ إلى استعمال هذه العين جيّدًا، فسيرى الأشياء في هذه النـّاحية ولن يرى الأشياء في النـّاحية الأخرى، إذن فلا يستقيمُ الأمر، لذلك، غالبًا مّا ينظر بعضهم إلى هذه النـّاحية بعين والنـّاحية الأخرى بالعين الأخرى. ولكن تحت هذه العين (العين اليُمنى) لا تـُوجد قنوات ثانويّة، لأنّ الأمر له اتـّصال مُباشر بالشّرع، النـّاس لديهم نزعة إلى استعمال العين اليُمنى عندما يرتكبون أعمالاً سيّئة، لذلك ليس هناك ممرّات ثانويّة تحت العين اليُمنى. هذه إذن بعض القنوات الثانويّة الهامّة التي تظهرُ أثناء شيولين شي دجيان فا (شرع العالم الدنيويّ). 

 

عند الوصول إلى مستوى مُرتفع للغاية، وبعد الخروج من شيولين شي دجيان فا، يتحصّـل المرءُ أيضًا على عين أخرى مثل العيون المُـتعدّدة الأوجه، تحديدًا تتكوّن على النصف الأعلى من الوجه عين كبيرة يتجمّع فيها عدد لا يُحصى من العيون الصّغيرة. بعض المُـتيقظين الكِبار، الذين حققوا ذلك عبر الشّيولين، لديهم كمّية هامّة من العيون على كامل الوجه. كلّ العيون تنظر من خلال هذه العين الكبيرة، يُمكن للمرء أن يرى كلّ ما يُريد رُؤيته، وبنظرة واحدةٍ يرى كلّ العوالم. حاليّا، عُـلماء الحيوان وعُـلماء الحشرات يقومون بأبحاث على الذبابة. عينا الذبابة كبيرتان جدّا، عندما نفحصهما بالمجهر، نرى أنـّهما تحتويان على عيون صغيرة لا تـُحصى، إنـّهما تـُسمّيَان بـ"العيون ذات الأوجه". عند الوصول إلى مُستوى مُرتفع للغاية، يُمكن للمرء أن يشهَدَ هذه الحالة، إنها تظهرُ فقط في مستوى أعلى بكثير، بكثير من مستوى تاتهاقاتا، ولكنّ الناس العاديّين لا يَرونها، في المستوى العاديّ يكون المرء غير قادر على إدراك وجودها، ويراها فقط كعين إنسان عادي،  لأنها تـُوجد في بُعدٍ آخر. لقد شرحتُ هنا تجاوز المستويات، أي مسألة إمكانيّة تجاوز مُختلف العوالم.

                                                                                                                        

لقد وصفتُ لكم بالأساس بُــنية التيانمو. نحنُ نفتحُ لكم التيانمو باستعمال القوّة الخارجيّة، لذلك يتحقـّـق بأكثر سرعة وأكثر سهولة نسبيّا. في الوقت الذي أتحدّث فيه عن التيانمو، كلّ واحدٍ فيكم يُحسّ بأنّ جبينه مشدود، وأنّ اللحم يتقلـّصُ ويغوصُ. هل الأمرُ كذلك ؟ إنـّه كذلك. أيّ شخص حاضر هنا باستطاعته حقـّا مُفارقة كلّ روح تعلـّق لتعلـّم الفالون دافا، لديه هذا الإحساس، قوّة كبيرة جدّا تضغط إلى الدّاخل. نحنُ نـُرسل القونق المُخصّص لفتح التيانمو، لكي نفتحها لكم، وفي نفس الوقت، نـُرسل لكم أيضًا الفالون لكي يجعلها في حالة جيّدةٍ. بينما نحن نتحدّث عن التيانمو، نحن نفتحها لكلّ أولئك الذين يتعهّدون ويُمارسون الفالون دافا، ولكننا لا نضمن أن الجميـع سيتمكّـنون من الرّؤية بوضوح أو حتـّى سيتمكّـنون من الرّؤية، لأن هذا يرتبط مُباشرة  بالحالة الخصوصيّة لكلّ واحد منكم. لا يهمّ إن لم تتمكـّـنوا من الرّؤية. إن كنتم لا تستطيعون الرّؤية، تعهّدوا أنفسكم ومارسوا شيئًا فشيئًا. كلـّما زاد تقدّمكم في المستوى كلـّما اتـّضحت الرؤية لديكم تدريجيّا، من رُؤية ضبابيّة إلى رُؤية جليّة. يكفي أن تتعهّدوا وتـُمارسوا، وأن يكونَ لديكم عزم راسخ للتعهّد، ستحصُـلون مُجدّدًا على ما فقدتموهُ.                          

 

فتح المرءُ للتيانمو بنفسه هو أمر صعب نسبيّا. سأشرح بعض أشكال فتح المرء للـتيانمو بنفسه. مثلاً البعض منـّا ممّن يتأمّـلون جبينهم وموضع التيانمو أثناء التـّأمّـل في وضعيّة اللـّوتس، لا يُحسّون سوى بالظلام، ليس هناك شيء. مع طول المدّة، يرون جبينهم آخذاً في الانبلاج تدريجيّا. بعد التعهّد والممارسة لفترة مُعيّـنة، يَرَوْن أنّ  جبينهم أصبح مُضيئًا شيئًا فشيئًا، ثمّ هناك حُمرة تنتشرُ. في ذلك الحين، يُمكن أن يحدُث مثل تفتـّح زهرة، مثلما نرى في فلم أو على التلفزيون، تنفتح الزّهرة دُفعة واحدة، يُمكن أن يظهَرَ هذا المشهد، المساحة الحمراء التي كانت مُسطـّحة تنتفخ منذ البداية في الوسط، وهي لا تفتأ تنفتحُ وتنفتحُ. إن كُنتم تـُريدون التوصّـل بأنفسكم إلى فتح كامل، ثمانية سنين، بل عشرة سنين غير كافية، لأنّ التيانمو بأكملها في حالة انسداد.                        

 

لدى بعض الأشخاص تكون التيانمو غير مسدودة، بل هي مُزوّدة بقناة، ولكنّ نظرًا لأنّ هؤلاء الأشخاص لا يُمارسون، فليست لديهم طاقة، لذلك عندما يُمارسون، يَرَون فجأة قرصًا أسودًا يظهرُ أمام أعينهم. مع الممارسة لفترة طويلة، هذا القرص الأسود ينبلجُ تدريجيّا، فيبدأ  باللـّون الأبيض ثم يـُصبح مُضيئًا، وفي الأخير يزداد نوره شيئًا فشيئًا ويُصبح مبهرًا نوعًا مّا. فيقول البعض حينئذ: "لقد رأيتُ الشّمس، لقد رأيتُ القمرَ." في الحقيقة أنتم لم تـَروا الشّمس ولا القمرَ. ماذا رأيتم ؟ لم تكـُن تلك سوى قناتكم. هناك أناس يتوصّـلون لتجاوز المستويات بسُرعة بعدما يتمّ تزويدهم بالعين، ويستطيعون الرّؤية مُباشرة. بعض الأشخاص لديهم صعوبات كثيرة، هم يتبعون هذه القناة الشّبيهة بنفق أو ببئر، عندما يُمارسون، يركضون نحو الخارج، حتى أثناء النـّوم، يُحسّون وكأنـّهم يركضون نحو الخارج. البعض لديهم إحساس بأنهم يمتطون حصانـًا، آخرون يطيرون، البعض الآخريجرون، البعض الآخر وكأنهم داخل سيّارة وهُم ينطلقون بسُرعة فائقة نحو الخارج، ولكن لديهم الإحساس دائمًا بأنهم لا يصلون إلى النـّهاية، لأنّ فتح المرء للـتيانمو بنفسه هو حقـّا صعب جدّا. المدرسة الطاويّة تعتبر الجسم البشريّ كونـًا مُصغـّرًا (ميكروكوزم)، إن كان كونـًا مُصغـّرًا، إذن فكّروا، المسافة من الجبين إلى الغـُدّة الصّـنوبريّة تفوق مائة وثمانية آلاف "لي، li "*، لذلك يُحسّ المرءُ نفسه يعدو إلـى الأمام دون بلوغ النـّهاية أبــدًا.

                                                                                                                                 

 تعتبر المدرسة الطاويّة الجسم البشريّ كونـًا مُصغـّرًا، وهي مُحقـّة تمامًا. هذا لا يعني أنّ  تركيبة أنسجته تـُشبه تلك التي يقوم عليها الكون، نحن لا نتحدّث هنا عن شكل وجود الجسم في عالمنا الماديّ. لِنـَرَ، ما هي حالة الجسم الماديّ ما تحت الخليّة حسب العلم الحديث ؟ إنـّها مُكوّنات جُزيئيّة من كلّ نوع، تحت الجُزيء هناك ذرّات، بروتونات، نوى، الكترونات، كواركز، والأبحاث الحديثة اكتشفت النـّوترينو كأصغر جُزيئات موجودة. إذن، ما هو أصغرُ جُزيءٍ ؟ إنـّه حقـّا من الصّعب جدّا إجراء أبحاث على هذه المسألة. لقد نطق ساكياموني في أعوامه الأخيرة بهذه الجملة، قال: "كبير إلى حدّ أنه ليس هناك ظاهر، صغير إلى حدّ أنه ليس هناك باطن." ماذا يعني هذا ؟ في ذلك المستوى، مستوى تاتهاقاتا، يرى المتحقـّق الكون عظيمًا إلى درجة أنه لا حدود له ؛ ويراه صغيرًا إلى درجة أنه لا يستطيـع رؤية الجُزيء الأكثرَ ضآلة ً من المادّة، لذلك قال ساكياموني: "كبير إلى حدّ أنه ليس هناك ظاهر، صغير إلى حدّ أنه ليس هناك باطن."                                                                                     

 

 لقد تحدّث ساكياموني كذلك عن نظريّة الثلاثة آلاف عالم العملاقة "سانتشيان داتشيان شي دجي،sanqian daqian shijie ". لقد قال أنه في كوننا، داخل مجرّتنا، هناك ثلاثة آلاف كوكب تعيش فيها كائنات تملك جسمًا ماديّا مثل الإنسانيّة. وقال أيضًا أنّ هناك ثلاثة آلاف عالم عملاقة من هذا النـّوع في حبّة رمل. حبّة رمل هي مثل كون، داخلها، هناك أيضًا كائنات بشريّة ذكيّة مثلنا، كواكب، وأيضًا جبال ووديان. هذا غير معقول عند سماعه ! إن كان كذلك، فكّروا، هناك أيضاً حبّات رمل تـُوجد فيها، أليس كذلك ؟ في حبّات الرّمل هذه، ألا تـُوجد أيضًا ثلاثة آلاف عالم عملاقة ؟ وفي هذه الثلاثة آلاف عالم العملاقة، ألا تـُوجد أيضًا حبّات رمل ؟ وفي حبّات الرّمل هذه، ألا تـُوجد أيضًا ثلاثة آلاف عالم عملاقة ؟ لذلك من يكون في درجة تاتهاقاتا، لا يسبُرُ غورَها إلى النـّهاية.

                                                          

 

بالنـّسبة لخلايا الإنسان الجُزيئيّة، نفس الشّيء. يتساءل النـّاس ما هو حجم الكون، أنا أقول لكم أنّ هذا الكون لهُ حُدودهُ، ولكن في درجة تاتهاقاتا تلك، يُرَى لا محدودًا ومُـتناهي الكبَر. ولكن، داخل الجسم البشريّ، من الجُزيئات إلى الجُزيئات الأكثر صِغرًا في المستوى المجهريّ، هي تـُضاهي هذا الكون في الكبَر، هذا يبدو مُـلغِـزًا ولا يُصَدّقُ عند سماعه. لكي يتمّ خلـقُ إنسان أو أيّ حياة، تكون كلّ المُركّبات الخصوصيّة لحياته وطبيعته مُكوَّنة ً في مستوى مجهريّ للغاية. لذلك، فإنّ أبحاث عُـلومنا الحديثة في هذا المجال لا تزالُ بعيدة جدّا عن الحقيقة، والمستوى العلميّ والتكنولوجي الذي بلغته الإنسانية مُتخلـّف بالنسبة للمستوى الذي بلغته الكائنات الحيّة الأخرى الأكثر ذكاءًا في الكواكب الموجودة في كامل الكون. نحن لا نتوصّل حتى إلى عُبور عوالم أخرى تـُوجد في نفس الزّمان والمكان معنا، بينما الأطباق الطائرة الآتية من أبعاد أخرى تستطيـع أن تشُقّ طريقها مُباشرة إلى عوالم أخرى، مفهوم المكان-الزمانيّ يتغيّرُ، لذلك هي تستطيـعُ أن تذهبَ وتجيءَ بسُرعة هائلة لا يتصوّرها الكائن البشريّ.           

                                                                             

                                                            

عندما نتحدّث عن التيانمو، نـُـثير المسألة التالية : عندما تركضون إلى الخارج في القناة، يُمكن أن تجدوا أنـّها دون نهاية. البعض يُمكن أن يَرَوْا ظاهرة أخرى، لا يُحسّون أنـّهم يركضون على امتداد نفق، ولكنـّهم يتبعون طريقـًا واسعة على مدّ البصر، محفوفة بالجبال والمياه والمُدن، هم يركضون فيها دون توقّف، هذا يبدو غريبًا أكثر من الأوّل. أتذكّر أنّ أحد مُعلمي التشيكونق قال هذه الجملة: "واحدة من مسامّ الإنسان تحتوي على مدينة تمرّ فيها القطارات والسّيّارات"، عندما سمعه الناس، وجدوا أنّ ذلك غريب جدّا وغامض. الكلّ يعلمُ أنه في المادّة التي في شكل جُزيئات، هناك جُزيئات، ذرّات، بروتونات، ولو تـُواصلون التأمّـل، في كلّ مستوى، سترون سطحًا ولكن ليس نـُقطة، يرى المرءُ سطح طبقة الجُزيء، سطح طبقة الذرّات، سطح طبقة البروتونات وسطح طبقة النـّوى، فهو حينئذٍ يرى شكل وجود مُختلف العوالم. كلّ شيء، بما في ذلك الجسم البشريّ، يُوجد في نفس الزّمن الذي تـُوجد فيه مُستويات فضاء الكون، وهو يتواصلُ معها. علم الفيزياء الحديث  يبحثُ عن جُزيئات المادّة، إنـّه لا يبحث سوى عن جُزيءٍ فقط، يُحلـّـله ويـشطرُهُ، عندما تنشطرُ النـّواة، يبحثُ من جديد عن المُكوّن الذي يأتي إثر هذا الانشطار. لو كان يُوجد جهاز يستطيـعُ أن يُكبّر ويُمكّنَ من النـّظر داخل تلك الطبقة، التجلـّي الكامل لجميـع العناصر الذرّيّة أو الجُزيئيّة في تلك الطبقة، لو كان باستطاعتكم رُؤية هذا المشهد، لكـُـنتم قد اخترقتم هذا العالم، وسوف ترون صورة الوجود الحقيقيّة للعوالم الأخرى. الجسم البشريّ يُناظر العوالم الخارجيّة، يُوجد في كلّ من هذه العوالم مثل أشكال الوجود تلك.

 

 فتح المرء للـتيانمو بنفسه يُمثـل أيضًا حالات مُختلفة، لقد تحدّثنا بالأساس عن ظواهر عامّة نسبيّا. هناك أيضًا أناس يرون عينهم الثالثة تدورُ، غالبًا، أولئك الذين يُمارسون طريقة المدرسة الطاويّة يرون داخل التيانمو يدورُ، ثمّ تنشقّ اسطوانة "التاييشي، Taiji " ثمّ يروْن المشهدَ. ولكنّ التاييشي لا يُوجد في دماغكم، إنّ المعلـّم هو الذي أعطاكـُم جُملة من الأشياء منذ البداية، من بينها التاييشي، لقد خـتمَ عينكم الثالثة، ولحظة فتح عينكم الثالثة، ينشقّ التاييشي. لقد برمجه المعلـّم خصّيصًا من أجلكم، لا أنّ دماغكم يحتوي عليه في الأصل.                

                                          

هناك أيضًا أناس يسعون إلى فتح التيانمو، ولكن كلـّما مارسوا التمارين، كلـّما تقلـّصت إمكانيّة الفتح، لماذا ؟ هم أنفسهم لا يدرُون. السّبب الرّئيسيّ هو أنّ التيانمو لا يجبُ أن يُسعى في طلبها، كلـّما أمعن المرءُ في طلبها، كلـّما بعـُدت إمكانيـّة الحصول عليها. عندما يطلبها المرءُ برغبة مـُلحّة، لا فقط لا تنفتحُ، وإنما، من داخل التيانمو يسيلُ نوع من مادّة مُعيّـنة، لا بيضاء ولا سوداء، تـُغطـّي عينكم الثالثة. مع طول المدّة، تـُكوّن هذه المادّة حقلاً كبيرًا جدّا يفيضُ أكثر وأكثر. كلـّما أبطأ انفتاح التيانمو، كلـّما سعى المرءُ وراءها بلهفة، كلـّما فاضت هذه المادّة أكثر، ممّا يجعلها تـُغطي كامل الجسم، وتبدو كثافتها هامّة إلى درجة أنها تكون حقلاً شاسعًا. حتـّى وإن كانت العين الثالثة لهذا الشّخص مفتوحة حقـّا، فإنه لن يرى أيضًا، لأنه مسجون بالذات داخل تعلـّقه. هذه المادّة يُمكن أن تتبدّدَ شيئًا فشيئًا، ولكن شريطة ألاّ يُفكّرَ الشخص في ذلك مُستقبلاً وأن ينزَعَ كلـّيا هذا التعلـّق، ولكن عليه المرور بفترة صعبة وطويلة من الشيولين لكي يتخلـّص من ذلك، لا داعي لهذا حقـّا. البعض لا يعلمون ذلك، المعلـّم يقول لهم لا تطلبوا هذه الأشياء، لا تطلبوا هذه الأشياء، ولكنهم لا يُصدّقونه ويُمعنون في سعيهم، والنـّتيجة  أنهم يحصلون على العكس.

 

  

القدرة على الرؤية عن بعد "ياوو شي قونقننق،  Yao shi gongneng "                                  

 

هناك قدرة قونق على صلة مُباشرة مع التيانمو تـُسمّى الرّؤية عن بُعد. البعض يقولون: "أنا   أجلسُ هنا، وأستطيـعُ أن أرى صورة بيكين، أو الولايات المُتحدة أو أرى الطرف الآخر من الكـُرة الأرضيّة." آخرون لا يفهمون ذلك، ومن الزاوية العلميّة لا نفهمُ ذلك أيضًا، كيف يُمكنُ هذا ؟ البعضُ يُفسّرهُ بهذه الطريقة، أو بتلك، دون التوصّـل لإيضاحه، يتساءلُ الناس كيف يُمكن أن يمتلكَ الإنسان قدُرات كبيرة إلى ذلك الحدّ. إنّ الأمر غير ما يبدو لكم، لأنّ مُمارسًا في مستوى شي دجيان فا لا يملك هذه القدرة. ما يراهُ، بما في ذلك قونقننق الرّؤية عن بُعد، وعدد كبير من القدرات الخارقة، لا يلعبُ دورهُ سوى في عالم مُحدّد، وأقصى حُدوده لا يتجاوز العالم الحسّي الذي تعيش فيه الإنسانيّة. عُمومًا، هو لا يتجاوزُ حقل عالمه الخاصّ.    

                                                                   

جسمنا يملكُ حقلا يُوجد في عالم مُعيّن، هذا الحقل هو ليس نفس حقل الدّو، الحقلان لا يُوجدان في نفس العالم ولكن لهما نفس الحجم. هذا الحقـلُ مـُتـّصل بالكون، كلّ ما يُوجد في الكون ينعكسُ ويجد نظيره في هذا الحقل. إنـّها نوع من الصّور الإفتراضية وليست حقيقيّة. مثلاً، تـُوجد على الكُرة الأرضيّة الولايات المُتحدة وواشنطن، في هذا الحقل تنعكسُ أيضًا الولايات المُتحدة وواشنطن، ولكنـّها ظلال، الظلّ هو نوع من الموادّ الموجودة له علاقة تواصُل مع الجهة الأخرى، ويتبعُ تغيّر الجهة الأخرى. لذلك يتحدّث البعض عن قدرة الرّؤية عن بُعد، المقصود هنا  أنّ الشّخص يرى أشياء في عالمه الذاتيّ، في حُدود ذلك الحقل. عندما يخرُج الممارس من شيولين شي دجيان فا، فإنه لا يرى مُجدّدًا بهذه الطـّريقة، إنه يرى مُباشرة ً، ويُدعى هذا "فوفا شانتونق" (القدرة الإلهيّة لشرع بوذا)، إنه شيء ذو قوّة ليس لها نظير.                                          

                                        

 ماهي قدرة الرّؤية عن بُعد في شي دجيان فا ؟ سأحلـّلها لكم : في فضاء هذا الحقل، أمام جبهة الإنسان، هناك مرآة مُغلقة (صفحتها مُتـّجهة نحو الشخص) بالنـّسبة للإنسان الذي لا يُمارسُ، ومفتوحة (صفحتها مُتـّجهة نحو الخارج) بالنـّسبة لمُمارس. عندما تكون قدرة الرّؤية عن بُعد على وشك الظـّهور عند الإنسان، هذه المرآة يُمكن أن تدور في حركة متعاقبة. الكلّ يعلمُ أنّ الفلم يعرضُ 24 صورة في الثانية، ممّا يُعطي الانطباع أنّ الحركة مُـتـّصلة، عندما تكون أقلّ من 24 صورة، تبدو الحركات مُـتقطعة. هذه المرآة تدورُ بنسق يفوق 24 صورة في الثانية، إنـّها تعكسُ الأشياء المُتلقـّاة، وتدورُ إلى الواجهة لكي تـُريكَ إيّاها، ثمّ تدورُ إلى الخلف لتمحوها. ثمّ تتلقىّ الصّورَ من جديد، تدور وتمحو من جديد، إنـّها تدورُ باستمرار. لذلك ماترَونهُ يكون مُتحرّكـًا ؛ بعبارةٍ أخرى هي تلتقط الأشياء الموجودة داخل حقل عالمكم وتـُريكُم إيّاها، وهذه الأخيرة مُوازية لماهو موجود في الكون.                                                                                                                                 

 

إذن كيف يرى المرءُ ما وراءه ؟ كيف لمرآة بذلك الحجم الصّغير أن تعكسَ كلّ ما يُحيط بالجسم ؟ الجميعُ يعلمُ أن التيانمو عندما تكون مفتوحة  في مستوى يفوق مُستوى عين السّماء، وتكادُ تدخلُ في مستوى عين الحكمة، فإنّ الرّؤية سوف تتجاوزُ عالمنا. عند هذه الحُدود، وعندما لا يكون المرءُ قد تجاوزها كُلـّيا، تشهدُ التيانمو تغيّرًا مُعيّـنـًا: لا يرى المرءُ مُجدّدًا الأشياء ولا الأشخاص، ولا الجدار، لا يعودُ يرى شيئًا، المادّة لم يعُد لها وُجود. هذا يعني، أنـّه في هذا العالم بالتحديد، عندما يُرسلُ المرء النـّظر إلى العُمق، يجد أنّ الإنسان لم يعُد له وجود، هناك فقط مرآة موضوعة عند حُدود حقل عالمكم. وهذه المرآة في حقل عالمكم تبلـُغ حجمًا هائلاً إلى درجة أنـّها عندما تدورُ دون توقــّف في الدّاخل، ليس هناك موضع في حقل عالمكم بأكمله لا تعكِسُه هذه المرآة. داخل حقل عالمكم، كلّ ما يوازي ما هو موجود في الكون يُمكن أن ينعكس بدون استثناءٍ في هذه المرآة ؛ هذا ما ندعوه "قدرة الرّؤية عن بُعد". 

                                                                                    

أولئك الذين يقومون بأبحاثٍ في علوم الجسم البشريّ، عندما يُجرون اختباراتٍ على هذا القونقننق، غالبًا ما ينفونه بسهولة. وإليكم سبب هذا الرّفض : مثلاً، يُريد المُختبرون معرفة ماذا يفعلُ أحد أقارب شخص مُعيّن الآن في منزله ببيكين، عندما يتمّ إعطاء اسم هذا القريب ومعلومات عنه، فإنّ مالك القونقننق يراهُ. ويقومُ بالوصف : ماهو شكل البناية، كيف يتمّ عُبور الباب، كيفيّة الدّخول إلى الحُجرة وكيف هي الحُجرة مُؤثثة. كلّ ما يقولـُه صحيح تمامًا. والقريب، ما الذي هو بصدد فعله ؟ يُجيبُ أنه بصدد الكتابة. ولكي يتمّ التأكـّد من كلامه، يرفعُ الشّخص السّماعة ويسأل قريبهُ: "ماذا تفعلُ الآن ؟" فيُجيبُ: "أنا أتناول طعامي." هذا لا يتـّفق مع ما رآه الآخر، أليس كذلك ؟ هذا هو السّبب الذي من أجله تمّ تفنيد هذا القونقننق في الماضي، ولكن مع ذلك، الإطارُ الذي وصفهُ مُطابق تمامًا للحقيقة. ذلك لأنه يُوجد بين مكاننا وزماننا، ما نـُسمّيه بالمكان-الزّماني، فارق زمنيّ مع المكان-الزّماني في العالم الذي يُوجد فيه القونقننق، مفهوم الزّمن في كـُلّ من العالمين مُختلف. ذلك الشّخص كان يكتـُبُ منذ وقت قليل، وهو يأكل الآن، هناك هذا الفارق الزّمنيّ، لذلك، إن كان أولئك الذين يقومون بأبحاثٍ على الجسم البشريّ يستندون دائمًا إلى النـّظريّة التقليديّة، ويُفكّرون اعتمادًا على العلوم الحديثة، لن يصلوا إلى شيء، حتى بعد عشرة آلاف سنةٍ. بما أنّ هذه الأشياء تتجاوز في الأصل مُستوى النـّاس العاديّين، يجبُ أن يشهد الفكر البشريّ تحوّلاً، لا يُمكن أن يستمرّ الإنسان في مُعالجتها بهذه الطريقة.

 

  

القدرة على رؤية الماضي والمستقبل "سو مين ق تونق قونقننق،Su ming tong gongneng "

 

هناك أيضًا قدرة قونق أخرى مُـتـّصلة مُباشرة بالـتيانمو، نسمّيها القدرة على رُؤية الماضي والمُستقبل. حاليّا هناك في العالم ستّ قدرات قونق يعترفُ بها الجميـع، من بينها التيانمو، الرّؤية عن بُعد ورؤية الماضي والمستقبل. ما هي القدرة على رُؤية الماضي والمُستقبل ؟ إنـّها القدرة على معرفة ماضي شخص ومُستقبله، إن كان هذا القونقننق كبيرًا، يُمكنه أن يعرفَ نشوء مُجتمع واندثاره ؛ وإن كان أكبر يُمكن أن يرى قانون تغيّر كلّ الجُرم السّماويّ، تلك هي القدرة على رُؤية الماضي والمُستقبل. لأنّ المادّة تخضعُ للحركة وفق قوانين مُحدّدة، في رحاب عالم خاصّ، كلّ شيء له أشكال وُجود في عدّة عوالم أخرى. لنذكـُر مثالاً: عندما يتحرّك جسم الإنسان، كلّ خلايا هذا الجسم تتحرّك أيضًا، على المستوى المجهريّ، كلّ الجُزيئات، كلّ البروتونات، كلّ الالكترونات، تمامًا مثل الجُـزيئات الدّقيقة، كلّ العناصر تتبـعُ هذه الحركة. مع ذلك، هو لديه شكل وجود خاصّ ومُستقلّ، شكل الجسم الموجود في عوالم أخرى يُمكن أيضًا أن يشهدَ تغيّرًا .           

                                                                                                                       

نحن نقولُ أنّ المادّة لا تفنى، أليس كذلك ؟ في عالم مُعيّن، عندما يقوم المرءُ بفعل مّا، حتـّى تحريك اليد لِفعل شيء من الأشياء، كلّ هذا له وجود مادّي، أيّ فعل تمّ القيام به يترُك دائمًا صورة ومعلومة. في العالم الآخر، هي لا تموتُ، بل تبقى على الدّوام، الشّخص الذي يملكُ قدرات قونق، يرى الصّور الموجودة في الماضي، فتحصل له المعرفة. في المُستقبل، سوف تـَرَوْن الصّورة التي نحنُ عليها اليوم في هذه المُحاضرة، سوف تكون موجودة، إنـّها تـُوجد في نفس الوقت هناك. عند ولادة شخص، وفي عالم مُعيّن لا يُوجد فيه مفهوم الزّمن، كلّ حياة الشّخص هي موجودة بعدُ في نفس الوقت، وحتـّى أكثر من حياة بالنـّسبة للبعض.            

                                                                               

قد يتبادر لأذهان البعض: "إذن لا داعي مُجدّدًا للجهود التي نبذلها ومحاولتنا لتغيير أنفسنا ؟"ولا يقبلون الأمر. بالفعل، المجهود الشّخصيّ يستطيـعُ أن يُبدّل أشياء صغيرة في الحياة، بعض الأشياء الصّغيرة يُمكن أن تشهَدَ تغييرًا بواسطة المجهود الشّخصيّ. ولكن مع ذلك، مجهوداتكم من أجل التغيير هي التي تـُسبّب إمكانيّة تسجيلكم لكارما، وإلاّ فلن يكونَ هناك مجال لإحداث كارما، ولن يكون هناك مجال للحديث عن القيام بفعل طيّب أو سيّء. في الإصرار على إرادة التغيير، هنا تكمن إمكانيّة الإضرار بالغير وسوء التصرّف. لذا نحن نؤكد في الشّيولين على وُجوب اتباع السّير الطبيعيّ للأشياء، ذلك هو السّبب، لأنّ مجهودكُم قد يضرّ بالآخرين. في الأصل، هذا الشّيء أو ذاكَ غير مُقدّر لكم الحصول عليه، ولكن بالرغم من ذلك، أنتم تحصلون عليه في حياتكم الإجتماعيّة ، بينما هو في الحقيقة ملك لغيركم، ها أنكم قد  تداينتـُم من الآخرين إذن.                                           

 

 الرّغبة في تغيير شيء هامّ بالنـّسبة لإنسان عاديّ، هو أمر يستحيلُ على الإطلاق. ولكن تبقى هناك وسيلة للتغيير، وهو أن يرتكبَ هذا الشّخص كلّ الأفعال السيّئة، أن يُمارسَ كلّ المعاصي، عندها يُمكنه تغيير حياته، ولكن ما ينتظرُه هو الإفناء الكلـّي. من منظور عُـلويّ، عندما يموت الإنسان، نرى أنّ روحه الأصليّّة لا تموتُ. أنـّى للروح الأصليّة أن تموتَ ؟ في الواقع ما نراهُ بعد موت شخص مّا، ذلك الشّخص الموضوع في غـُرفة الأموات ليس سوى خلايا الجسم البشريّ التي تـنتمي إلى عالمنا. كلّ الأنسجة الخـلويّة لأحشاءه وداخل جسمه، كامل خلايا الجسم في عالمنا قد انهارت، ولكن في عالم آخر، الجسم المُكوّن من جُزيئات مادّيّة أكثر دقّة من الجُزيئات، الذرّات، البروتونات، الخ. كلّ هذا لم يمُتْ بالمرّة، إنه يوجدُ في عالم آخر، إنه لا يزالُ باق في عالم المُتـناهي في الصّغر. إنّ الإنسان الذي يقترفُ كلّ الآثام يُواجه التـّبديد الكلـّي لكلّ خلاياهُ، في البوذيّة، يُسمّى هذا الإعدام الكلـّي للجسم والروح.                                         

                                                                                                                                    

هناك أيضًا وسيلة يُمكن أن تـُغيّرَ مجرى حياة الإنسان، إنـّها الوسيلة الوحيدة، وهي أن يسلك المرء طريق شيولين. لماذا الدّخول في طريق الشّيولين يستطيـعُ تغيير الحياة ؟ من يستطيـعُ أن يُغيّرَ بسهولة هذا الأمرَ ؟ عندما يُفكّرُ هذا الشّخصُ في الالتزام بطريق الشّيولين، هذه الفكرة التي تنبثق تشعّ مثل الذهب وتهزّ عالم الاتـّجاهات العشر. مفهوم الكون حسب مدرسة بوذا يتمثـل في نظريّة العالم ذي الاتـّجاهات العشر (شي فانق شي دجي، shi fang shi jie ). لأنه من وجهة نظر الحياتات العُـلويّة، وجود الإنسان في الحياة ليست الغاية منه أن يعيش كإنسان. إنـّها تعتبرُ أنّ الحياة الإنسانيّة، المولودة في فضاء الكون، لها نفس طبيعة الكون، هي إذن طيّبة، مُكوّنة من مادّة "الحقّ، الرّحمة، الصّبر". ولكنّ الحياتات البشريّة لها أيضًا علاقات اجتماعيّة، وأثناء علاقاتها الاجتماعيّة في إطار المجموعة، يحصُـل أن تـُُصبح بعضها أقلّ طيبة من بعض، فتبدأ إذن في السّقوط والانحدار ؛ عندما تصيرُ غير قادرة على البقاء في ذلك المُستوى، يسوء أمرها أكثر فأكثرَ، وتسقط ُ مرّة ً أخرى إلى مُستوىً أدنى ؛ وتسقط ُ، وتسقط ُ، وتسقط ُ، وفي النـّهاية تسقط ُ إلى مُستوى البشر العاديّين.      

 

وصولاً إلى هذا المُستوى، من المفروض أن يتمّ  إعدام هذا الإنسان وإفناؤه. ولكنّ المُتحققين الكِبار، رحمة من لـّدنهم، خلقوا خِصّيصًا هذا العالم، عالم مُجتمعنا البشريّ. في هذا العالم، يتمّ إعطاء الإنسان جسمًا مادّيًا، يُعطى له زوج من العيون التي لا تـُبصرُ سوى أشياء عالمنا المادّي، بعبارة أوضح، يسقط ُ في الضّلالة، لا يُسمَحُ لهُ مُجدّدًا بأن يرى الصّورة الحقيقيّة للكون، بينما في العوالم الأخرى، يُمكنُ رُؤيتها. وفي هذه الضّلالة، في هذه الوضعيّة بالذات تـُعطى له فرصة أخرى. وبما أنـّه في الضّلالة، إذن، وبمعيـّة هذا الجسد، يتمّ إذاقته العذاب حقـّا في أكثر الظـّروف قسوة ً. على الإنسان في هذا العالم أن يكدح للعودة إلى فوق، ممارسة المدرسة الطاويّة تتحدّث عن العودة إلى الأصل واسترجاع الحقيقة الأولى، إن كانت لديه روح الشّيولين، فإنها طبيعة بوذا قد ظهرتْ، تـُعتبَرُ هذه الرّوح أثمن ما يُوجدُ، وهناك أشخاص سيُساعدونه. حتـّى في هذه الوضعيّة المُؤلمة للغاية، لا يضلّ الإنسان، وهو لا يزالُ يُريد العودة، من أجل ذلك يُبادرون إلى مُساعدته، مُساعدته دون شرطٍ، وفي كلّ ما يحتاجُ إليه. لماذا يُمكنُ أن نتولـّى هذه المسألة من أجل ممارس، وليس من أجل إنسان عاديّ ؟ ذاك هو السّبب. 

                                    

                   

إنسان عاديّ، يسعى وراء المُداواة، لا نقوم بشيء من أجله، إنسان عاديّ ليس سوى إنسان عاديّ، الإنسان العاديّ يجبُ أن يعيشَ حالة مُجتمع النـّاس العاديّين. كثير من النـّاس يقولون :"بوذا يجلبُ معه الخلاص لكلّ الكائنات، مدرسة بوذا تدعو إلى خلاص الجميـع، أليس كذلك ؟" أنا أقول لكُم أنـّه بإمكانكم أن تتصفـّحوا كلّ سوطرا البوذيّة، ولن تجدوا في أيّ منها أنّ إزالة أمراض النـّاس العاديّين يعني خلاص الكائنات. في هذه السّـنين الأخيرة، مُعلـّمو التشيكونق المُزيّفون هم بالتـّحديد الذين أدخلوا الفوضى على هذه الأمور. مُعلـّمو التشيكونق الحقيقيّون، أولئك الذين رسموا الطـّريق، لم يطلبوا منكُـم مُطلقـًا مداواة المرضى، لم يُعلـّموكُم سوى أن تتمرّنوا بأنفسكم، لكي تتداوَوْا بأنفسكم وتـُحافظوا على صحّتكم. أنت إنسان عاديّ، لم تتعلـّم سوى لمُدّة يوميْن، كيف يُمكنكَ أن تكونَ قادرًا على مُداواة المرضى ؟ أليس هذا غشـّا ؟ يسعى الفردُ وراء الشّهرة، والكسب، والخوارق لِيبرُزَ وسط الناس العاديّين، هذا ممنوع على الإطلاق. لذلك، فإنّ بعض الأشخاص، كلـّما سَعَوْا وراءها، كـلـّما فشلوا في الحُصول عليها، لا يُسمَحُ لكم أن تتصرّفوا هكذا، لا يُسمَحُ لكُم أيضًا أن تـُدخِلوا الاضطراب بهذا الشكل، حسب هواكُم، على مُجتمع الناس العاديّين.                     

 

في هذا الكون، يُوجد القانون التالي، عندما تـُريدون العودة إلى الأصل واسترجاع حقيقتكم، يُمكن  مُساعدتكم، لأنه يُعتبَرُ أنّ حياة الإنسان عليها أن تعود إلى أصلها، ولا يجبُ أن تبقى بين النـّاس العاديّين. لو وفـّرنا للكائنات البشريّة عيشًا مُريحًا وخال من الأمراض، فحتـّى لو عُرضَ عليكم أن تـُصبحوا خالدين، لن ترغبوا في ذلك. بدون أمراض ولا عذاب، وأن يكونَ للمرء كلّ ما يشتهيه، ذلك رائع جدّا  !  إنه حقـّا عالم الخالدين. ولكنكم سقطتـُم إلى هذه الدّرجة لأنكم صرتـُم غير صالحين، لذلك لا يُمكنكم أن تكونوا سُعداء. وسط الضّلالة، من السّهل على الإنسان أن يرتكِبَ أفعالاً سيّئة، في الدّيانة البوذيّة، يُسمّى هذا دورة تسديد الكارما. وتبَعًا لذلك، غالبًا، عندما يمُرّ البعض بمِحَن وابتلاءاتٍ، عندما يمرّون بمصائب، فلأنه يجبُ أن يُسدّدوا ما عليهم من دُيون ضمن دورة تسديد الكارما. تقول البوذيّة أيضًا أنّ البوذا موجودون في كـُـلّ مكان. إنّ بوذا، بحركةٍ واحدةٍ من يدهِ، يستطيـعُ إزالة كلّ أمراض الإنسانيّة جمعاء، هذا أكيد. لماذا ذلك العدد الكبير من البوذا لا يفعلون ذلك ؟ لأنّ ذلك الشّخصَ قد ارتكب في السّابق أعمالاً سيّئة أحدثت له هذه الدّيون، لذلك هو الآن يتجرّع الآلام. إن داوَيْتـُموهُ، فكما لو كُنتم تـُقوّضون قانون الكون، سيكون كما لو أنّ هذا الشّخص يستطيـعُ أن يرتكبَ سيّئات وأن يكون مـدينـًا، وألاّ يُسدّد ما عليه من ديـْن ٍتـُجاه الآخرين، هذا غير مسموح. لذا يُحافظون كلـّهم على حالة المُجتمع البشريّ العاديّ، لا أحد يُدخـِلُ عليه الفوضى. الطـّريقة الوحيدة والحقيقيّة التي يُمكن من خلالها الحصول على حالة جيّدة، دون أمراض، وبلوغ هدف تحرير الذات حقـّا، هي الشّيولين  !  دعوة الناس إلى تعهّد أنفسهم في الشّرع الحقّ، ذاك هو حقـّا تخليص كلّ الكائنات.

 

كيف يستطيـعُ كثير من مُعلـّمي التشيكونق مُداواة المرضى ؟ ولماذا يتحدّثون عن المُداواة ؟ ربّما هناك من تساءل عن هذا الموضوع، مُعظم المعلـّمين من هذا الصـّـنف ليسوا على الطـّريق المُستقيم. مُعلـّمو التشيكونق الحقيقيّون، أثناء مسار الشيولين، تأخذهم الرّحمة والشّـفقة عندما يروْن أنّ كلّ الكائنات تتعذب، فيُساعدون الآخرين، وهذا مسموح. ولكنـّهم لا يُداوُونكم، لا يستطيعون سوى إيقاف مرضكم مُؤقــّـتا أو تأجيله، لا تشكون منه الآن، ولكنـّه سيظهر في المُستقبل، هُم يُؤجّلون المرض إلى زمن آخر، أو يُحوّلونه لكُم، فينقلون هذا المرض إلى أقاربكم. ولكن، إزالة دُيونكم  حقـّا وبصفة جذريّة، هذا لا يقدرون عليه. تـُحَجّر مثل هذه التصرفات غير المسؤولة  من أجل الناس العاديّين، لا يُمكن فعلُ ذلك إلاّ للمُمارسين، هذا هو السّبب.                        

                         

 المعنى الحقيقيّ والعميق لجُملة المدرسة البوذيّة "تخليص جميع الكائنات" هو : أخذ النـّاس من حالة العذاب التي هي حالة الإنسان العاديّ، إيصالهم إلى مُستوى علويّ، تخليصهم بصفة أبديّة من العذاب، تحريرهم، هذا هو المعنى الحقيقيّ لتلك الجُملة. ألم يدْعُ ساكياموني إلى  بلوغ الضّـفة الأخرى للنـّيرفانا ؟  ذلك ما كان يعني به خلاص كلّ الكائنات. لو تركناكُم سُعداء وسط النـّاس العاديّين، مع كثير من المال،  كثير إلى درجة أن تجعلوا منه حشيّة ً لفراشكم، ودون عذاب مُطلقـًا، فستزهدون حتـّى في الخلود. بصفتكم ممارسين، نستطيـع تغيير مجرى حياتكم، ليس هناك سوى الشّيولين من شأنه أن يُغيّرَ حياتكُم.                               

 

ظهور القدرة على رُؤية الماضي والمُستقبل يكون على شكل شاشة صغيرة شبيهة بشاشة تلفزيون، أمام جبهة الإنسان. البعض تكون أمام جبهتهم، البعضُ الآخر قريبة من جبهتهم، وآخرون داخل جبهتهم. البعض يُمكنهم الرؤية وأعينهم مُغمضة، إن كانت القدرة قويّة جدّا، يُمكن للبعض أن يرَوْا بأعين مفتوحة. ولكنّ الآخرين لا يَرَوْن ذلك، إنـّها صُوَر في حدود حقل عالم ذلك الشخص. بعبارة أخرى، بعد ظهور هذا القونقننق، هناك أيضًا قونقننق آخر، قونقننق حامل، يعكِسُ ما نراهُ من العالم الآخر، وما ينتجُ عن ذلك أنـنا نستطيـعُ الرؤية عبر التيانمو. يُمكن أن نرى مُستقبل إنسان كما يُمكن أن نرى ماضيه، بدقّة كاملة. إنّ التنجيم بواسطة المُثلـّثات الثمانية، مهما تكُن دقّتهُ، يظلّ غير قادر على التكهّن بالأشياء الصّغيرة ولا بالتـفاصيل، ولكنّ هذه الشّاشة تـُمكّنُ من الرّؤية بدقــّة قصوى، يُمكنُ حتى رُؤية السّـنوات. يُمْكِنُ حتى رُؤية تغيّرات صغيرة، لأنّ الشّخص يرى الانعكاس الحقيقيّ للأشياء أو للأشخاص الذين هُم ليسوا في نفس البُعد.

                                                                                                                                                                                                     شريطة أن تتعهّدوا وتـُمارسوا الفالون دافا، فإنّ تيانمو كلّ شخص يُمكن أن تـُفتـَحَ. ولكنّ قدرات القونق التي سنتحدّثُ عنها لاحقـًا لن تـُفتـَحَ لكُم. حسب الرّفع المُستمرّ للمستوى، القدرة على رُؤية الماضي والمُستقبل سوف تظهرُ بصفة طبيعيّة، في المُستقبل، أثناء تعهّدكم وممارستكم، ستـُلاقون هذه الظاهرة. عندما سيظهَرُ هذا القونقننق، ستفهمون كيف يحدُث هذا، لذلك نـُحدّثكم بالتـّفصيل عن هذه القوانين وهذه المبادئ.

 

                                                                                            

الخروج من العناصر الخمسة والعوالم الثلاثة

 

ماذا يعني "الخـُروج من العناصر الخمسة والعوالم الثلاثة" ؟ إنه موضوعٌ حسّاس للغاية. في الماضي، كثير من مُعلـّمي التشيكونق قد تطرّقوا إلى هذه المسألة، وكانوا غير قادرين على الردّ على الناس المُنكرين. "من منكم أنتم الممارسين  قد خرج من العناصر الخمسة (وو سينغ) ؟ من الذي لم يعُدْ موجودًا في العوالم الثلاثة (سان دجي، San jie ) ؟" بعض الأشخاص ممّن هم ليسوا مُعلـّمي تشيكونق يُسندون لأنفسهم هذا اللقب. من الأفضل للمرء أن يسكُتَ عندما يكون غير قادر على شرح الأمور، عندما كان هؤلاء يجرؤون على الكلام، كان الآخرون يُـلجمون أفواههُم. لقد ألحق هذا أضرارًا جسيمة بأوساط الشّيولين وسبّب فيها فوضى كبيرة، واغتنم الآخرون هذا الظرفَ لِيطعنوا في التشيكونق. "الخـُروج من العناصر الخمسة والعوالم الثلاثة" هي جُملة تنتمي إلى ميدان الشّيولين، وهي آتية من الدّين، مصدرها هو الدّين. وتـَبعًا لذلك، لا يُمكن أن نتكلـّمَ عن هذه المسألة دون أن نأخـُذ بعين الاعتبار إطارها التاريخي وحيثيـّات ذلك العصر.

                          

ما معنى الخـُروج من العناصر الخمسة ؟ علم الفيزياء في الصّين القديمة وعلم الفيزياء الحديثة، كلاهُما يعتبران أنّ النظريّة الصّينيّة عن العناصر الخمسة صحيحة. المعدن، الخشب، الماء، النار والتراب، هذه العناصر الخمسة تـُكوّن كلّ الأشياء وكلّ الكائنات في كوننا، هذا صحيـح، لذلك نتحدّث عن هذه العناصر الخمسة. عندما نقولُ أنّ أحدًا قد خرج من العناصر الخمسة، بعبارة حديثة، هذا يعني الخـُروج من عالمنا الحسّي، وهو أمر غريب عند سماعه. ولكن فكّروا في المسألة التالية، مسألة امتلاك مُعلـّمي التشيكونق للقونق. لقد خضعتُ لاختبار، كثير من مُعلـّمي التشيكونق خضعوا أيضًا لمثل هذا الاختبار لِـقيْس طاقتهم. بالفعل عديد الأجهزة العصريّة التي نمتلكها اليوم بمقدورها أن تلتقط العناصر المادّية الموجودة في القونق ؛ بعبارةٍ أخرى، شرط توفــّر الجهاز المُـناسب، يُمكن أن نـُـثبتَ وجود القونق ضمن العناصر التي يُرسلها مُعلـّمو التشيكونق. الأجهزة الحديثة تستطيعُ التقاط أشعّة ما تحت الحمراء، ما فوق البنفسجيّة، الموجات فوق الصوتيّة، الموجات تحت الصوتيّة، الكهرباء، القوّة المغناطيسيّة، أشعّة "قامّا"، الذرّات والنوترون. مُعلمو التشيكونق يملكون كلّ هذه الموادّ، هناك أيضًا موادّ أخرى مُنبعثة من مُعلـّمي التشيكونق، لا يُمكن التقاطها لعدم توفـّر الأجهزة اللاّزمة. عندما تتوفـّر هذه الأخيرة، يُمكن التقاط كلّ هذا، وسيتـّضحُ لدينا أنّ الموادّ التي يُرسلها مُعلمو التشيكونق غنيّة جدّا.  

 

تحت تأثير حقل كهرومغناطيسيّ مُعيّن، تصدر من معلـّم التشيكونق هالة قويّة وجميلة جدّا. كلـّما كانت قوّة القونق عظيمة، كلـّما كان حقل الطاقة المُنبعث شاسعًا. من ناحية أخرى، يملكُ الإنسان العاديّ أيضًا هالة، ولكنـّها ضعيفة جدّا. في ميدان أبحاث فيزياء الطاقات العُليا، يُعتبَرُ أنّ الطاقة مُكوّنة من أشياء مثل النـّوترون والذرّة. الكثير من مُعلـّمي التشيكونق قد تمّ اختبارُهم، بما فيهم المُعلـّمين المشهورين. أنا أيضًا تمّ اختباري، وقد سجّـل المُختبرون أنّ أشعّة "قامّـا" والنـّوترونات الحراريّة التي أملِكُها تتجاوزُ 80 إلى 170 مرّة ً الموادّ العاديّة. في ذلك الحين، بلغ مُؤشّر عدّاد الجهاز حدّه الأقصى، وبما أنّ الإبرة كانت تـُوجد في طرف الجهاز، ففي النـّهاية لم يتمكّـنوا من معرفة قوّة الأشعّة. نوترونات بتلك القوّة، إنـّه شيء لا يُصدَّقُ ! كيف يُمكن للإنسان أن يبعَثَ نوترونات بتلك القوّة ؟ هذا يُثبتُ أيضًا أنـنا نحنُ، مُعلـّمو التشيكونق، لدينا قونق، لدينا طاقة ؛ لقد تمّ إثبات هذه النقطة والاعتراف بها في الأوساط العلميّة والتقنيّة.                         

 

للخروج من العناصر الخمسة، يجبُ اللـّجوء إلى طريقة "سينغ مينغ تشوانق شيو" (تعهّد الروح والجسد معًا)، عندما يُمارس المرءُ طريقة لا تتعهّد الرّوح والجسد معًا، فهو لا يُنمّي سوى  مُستوى القونق لديه. في طريقة لا تتعهـّد الجسد، لا مجال لطرح هذه المسألة، لأنها لا تدعو للخروج من العناصر الخمسة. طاقة طريقة التعهّد المُـزدوج للروح والجسد هي مخزونة في كلّ خلايا الجسم. بالنـّسبة لِمُمارس عاديّ قريب العهد باكتساب القونق، تكونُ جُزيئات الطاقة المُنبعثة منه مُتكوّنة من حُبيبات كبيرة نسبيّا بينها فراغات وذات كثافة ضعيفة، وهي إذن غير قويّة. عندما يصلُ المرءُ إلى مُستوىً أعلى، من المُمكن أن تتجاوز كثافة الطاقة كثافة الماء بمائة مرّة، ألف مرّة، أو مائة مليون مرّة. لأنه، كلما كان مستوى المرء عاليًا، كلما كانت الطـّاقة كثيفة، ناعمة وقويّة. في هذه الحالة، تكونُ الطـّاقة مُخزّنة في كلّ خليّة من خلايا الجسم، لا فقط في كلّ خليّة من خلايا جسم عالمنا المادّي، ولكن أيضًا في كلّ الأجسام الموجودة في العوالم الأخرى، الجُزيئات، الذرّات، البروتونات، الإلكترونات، وُصولاً إلى الخلايا الميكروسكوبيّة إلى أقصى درجة، كُـلها مُعبّأة بهذه الطاقة. وشيئًا فشيئًا يمتلئ الجسم البشريّ بهذه المادّة الطــاقيّة العُـليا.                                       

                                                                                                        

هذه المادّة الطاقيّة العُليا عاقلة (تملكُ الذكاء)، ولديها قدرات. عندما تتراكمُ، فإنّ كثافتها تـُصبحُ كبيرة، وبعد أن تملأ كلّ خلايا الجسم البشريّ، يُمكن أن تـُسيطر على خلايا الجسم الحسّي للإنسان، الخلايا الأكثرَ ضُعفـًا. وبعد السيطرة عليها، تكفّ هذه الخلايا عن التجدّد عن طريق  الأيض (التحوّل الخلويّ). في النـّهاية يتمّ إبدال كلّ الخلايا الجسدية للإنسان بهذه الطـّاقة.  طبعًا، الكلام عن هذا سهل، ولكن يلزمُ مسار شيولين طويل للوصول إلى هذه المرحلة. إذا تعهّدتـُم إلى حدّ بلوغ هذه المرحلة وتكونُ كلّ خلايا جسدكم قد أبدِلتْ بهذه المادّة ذات الطاقة العُـليا، فكّروا، هل يظلّ جسمكم مُكوّنـًا من العناصر الخمسة ؟ هل يظلّ ينتمي إلى مادّة عالمنا ؟ إنـّه الآن جسم مُكوّن من مادّة طاقيّة عُـليا جُمّعَتْ من عوالم أخرى. عناصر الدّو هي أيضًا موادّ موجودة في عوالم أخرى، وهي غير خاضعة لحُدود الحقل الزمنيّ لعالمنا.

                                                              

يعتبرُ العلم الحديث أنّ الزّمن يملكُ أيضًا حقلاً، ما يكونُ خارج حدود الحقل الزمنيّ فهو غير خاضع لِحُدود الزّمن. مفهوم المكان-الزمانيّ في العوالم الأخرى مُختلف جدّا عن الذي لدينا،  فكيف لهُ أن يُؤثـّر على مادّة عالم آخر ؟ في الواقع ليس هناك أيّ تأثير.  فكّروا، في ذلك الحين، لم تعودوا داخل العناصر الخمسة، أليس كذلك ؟ هل يزالُ جسدكم جسد إنسان عاديّ ؟ لا بالمرّة. ولكن هناك نـُقطة نذكُرُها، وهو أنّ إنسانـًا عاديّا لا يستطيـعُ رؤية ذلك. رغم أنّ جسده قد بلغ تلك المرحلة، فإنّ ذلك لا يعني نهاية الشّيولين،  يجبُ أن يستمرّ في تجاوز الدّرجات أثناء ممارسته نحو الأعلى، لذلك يبقى عليه أن يتعهّدَ ويُمارسَ وسط النـّاس العاديّين، إن صار غير مرئيّ بالنـّسبة للآخرين، لن يستقيم  الأمر.                                              

 

وإثر ذلك ، ما العمل ؟ أثناء الشّيولين، رغم أنّ كُلّ خلاياهُ قد أبدلتْ بمادّة طاقيّة عُـليا، فإنّ الذرّات تـُحافظ ُ على نظام ترتيبها، نظام ترتيب الجُزيئات والذرّات لا يتغيّرُ. نظام الجُزيئات الخلويّة يظلّ كما هُو، اللـّحمُ طريّ عندما نجسّهُ ؛ نظام جُزيئات العظام له كثافة قويّة بحيثُ نـُحسّها صلبة عند جسّها ؛ جُزيئات الدّم لها كثافة ضعيفة جدّا، لذلك هو سائل. الناس العاديّون لا يَرَوْن تغيّرًا في مظهركُم، خلاياكُم الجُزيئيّة لا تزالُ تـُحافظ على تركيبتها ونظامها الأصليّ، تركيبتـُها لم تتغيّرْ، ولكنّ الطاقة الموجودة داخل الخلايا قد شهدتْ تغييرًا. وتبَعًا لذلك، منذ ذلك الحين، هذا الشّخصُ لن يكونَ عُرضة للشّيخوخة، خلاياهُ لن تهرَمَ، وسيُحافظ إذن على شبابٍ دائم. أثناء الشّيولين، يبدو المرءُ شابّا، وفي النـّهاية سيثبُتُ على تلك الحالة.

طبعًا، إن تعرّض هذا الجسمُ لصدمة سيّارة، فإنّ كُسورًا يُمكن أن تحدُثَ في عظامه،  كذلك إن طـُعِنَ فهو ينزِفُ، ذلك لأنّ نظام الجُزيئات لم يتمّ إبدالـُهُ، ما في الأمر أنـّها لا تسيرُ مُجدّدًا في الخط الطـّبيعيّ نحو الموت ونحو الشّيخوخة الطبيعيّة، إنّ الجسم لم يعُدْ لهُ تحوّل خلويّ، هذا ما نـُسمّيه بالخروج من العناصر الخمسة. أين الخيال في كلّ هذا ؟ يُمكن للمرء أن يُفسّرَ هذا حتـّى اعتمادًا على النـظريّات العلميّة. البعض لا يستطيعون توضيـح الأمر، فيتفوّهون بما يعنّ لهم، فيعتبرُ الآخرون أنـّهم يقولون خُرافاتٍ. هذه العبارة مأتاها هو الدّين، ليست عبارة ً أتى بها التشيكونق المُعاصر.

                                   

ما هو الخُروج من العوالم الثلاثة ؟ لقد قلتُ في اليوم الفارط أنّ مفتاح إنماء القونق هو التالي: تعهّد وممارسة السين سينغ، نحن نتطبـّع بطبيعة الكون، وبما أنّ طبيعة الكون هذه لم تعُد تحدّكم وطبيعتكم الأخلاقيّة في ارتفاع، فإنّ عناصر الدّو تتحوّل مُباشرة إلى قونق. وهذا الأخير ينمو باستمرار نحو الأعلى، فإذا ارتفع عاليًا جدّا كوّنَ عمودًا من القونق. قدر الارتفاع الذي يبلـُغه عمود القونق ذاكَ، ذلك هو ارتفاع القونق لديكم. تـُوجد الجُملة التالية: الشّرعُ الأكبر ليس لهُ حُدود (دافا وو بيان، Da Fa wu bian )، كلّ شيءٍ يتوقّفُ على صبركم، على تحمّـلكم، وعلى قدرتكم على تحمّـل العذاب. عندما تكونون قد استعملتـُم كلّ مادّتكم البيضاء،  فإنّ مادّتكم السّوداء يُمكن أن تتحوّلَ إلى بيضاء إثر المُعاناة، إن بقيتْ هذه المادّة البيضاء غير كافية، فسوف تأخذون المادّة السّوداء لأصدقاءكم وأقاربكم الذين لا يقومون بالشّيولين، سوف تتحمّـلون المِحَنَ والمشاقّ عوضًا عنهم، وهكذا، تتمكـّـنون من تنمية القونق لديكم، هذا لا يخُصّ سوى الناس الذين وصلوا إلى درجةٍ قصوى في العلوّ عبر الشّيولين. بصفتكَ إنسانـًا عاديّا تقومُ بالشّيولين، لا يجبُ أن تـُخامِرَ ذهنكَ فكرة تحمّـل مِحَن أقاربك ومصائبهم، أمام كارما بتلك الضّخامة، ممارس عاديّ لن ينجح في ممارسته، ما أتحدّث عنه هنا هو قوانين مُختلف الدّرجات.

                                                             

العوالم الثلاثة التي يذكُرُها الدّين، هي تسع طبقات من السّماوات أو ثلاثة وثلاثين طبقة من السّماوات، إنه العالم السماويّ، العالم الأرضيّ، والعالم تحت- الأرضيّ، التي تـُكوّن معًا الكائنات الحيّة في العوالم الثلاثة. يقول الدّين أنّ كلّ الكائنات الحيّة في حدود السّماوات الثلاث والثلاثين عليها أن تدخُـلَ في "سامسارا" الدّروب السّتة (سفر التجسّد في الدّروب السّتة) "ليو داوُو لون هوي، Liudao lun hui "). معنى سامسارا الدّروب السّتة هو أنـّه إن كان المرءُ كائنـًا بشريّا في هذه الحياة، فإنه رُبّما يكونُ حيوانـًا في الحياة المُوالية. يُقالُ في البوذيّة: "يجبُ التـشبّث بما بقي في الحياة، إن لم يتعهّد المرء الآن فمتى سيفعلُ ذلك ؟" لأنه لا يُسمَحُ للحيوانات بالدّخول في الشّيولين، ولا الاستماع إلى الشّرع، هُم لن يحصُلوا على ثمرة الكمال ولو مارسوا، إن صار لديهم قونق مُرتفع، ستقـتـلـُهم السّماء. أنتم لا تستطيعون الحُصول على جسمٍ بشريّ ٍ طيلة مئات السّـنين، أنتم لا تحصُلون عليه إلاّ في ظرف قرابة ألف عام، ولكنكم لا تعرفون ولا تـُقدّرون قيمة هذا الجسم البشريّ بعد الحُصول عليه. في حالة  التجسّد في حَجَر مثلا، أنتم لن تخرجوا منه لمدّة عشرة آلاف سنة، وإن لم يتفتـّـتْ الحجرُ ويتحوّلْ إلى غبار ٍ، فلن تخرجوا منه أبدًا. آه، كم هو عسيرٌ الحصولُ على جسم بشريّ ! عندما يحصلُ شخص فعلاً على الشّرع الأكبر، فإنّ هذا الشّخص لهُ حظ عظيم حقـّا.  من الصّعب الحُصول على جسم بشريّ. هذا هو القانون الذي أريدُ أن أكشفهُ.

 

القونق الذي نـُمارسُهُ يطرحُ مسألة الدّرجة، هذه الدّرجة تتعلـّقُ كُليّا بذات الشّخص في الشّيولين، إن كُنتم تـُريدون الخُروجَ من العوالم الثلاثة، وعندما يكونُ عمود القونق لديكُم مُرتفِعـًا جدّا، جدّا، حينئذٍ ستخرُجون من العوالم الثلاثة، أليس كذلك ؟ أثناء التأمّـل في وضعيّة الجُلوس "اللـّوتس"، يُفارق يوانشان البعض جَسَدَهُ ويصعَدُ مُباشرة ًإلى نـُقطةٍ مُرتفعةٍ جدّا. هناك تلميذ كتب إليّ في تقرير تجاربه: "مُعلـّمي، لقد صعدتُ إلى تلك الطـّبقة أو الأخرى من السّماء، ورأيتُ هذا المشهد أوذاكَ"، فطلبتُ منه أن يصعَدَ إلى ارتفاع أكثرَ، فأجابَ: "لا أتمكّنُ من الصّعود أكثرَ، لا أجرُؤُ، لا أستطيـعُ الصّعودَ." لماذا ؟ لأنّ عمود القونق لديه يبلـُغُ ذلك الإرتفاع، لقد جلس على عمود القونق الذي يملِكُهُ لكيْ يصعَدَ. ذاكَ ما تـُسمّيه البوذيّة بـ"مرتبة الكمال"، لقد تعهّدَ إلى حدّ مرتبة الكمال تلكَ. ولكن، كمُمارس، هُو لم يبلـُغ ْ بعدُ قمّة مرتبة الكمال. سيُواصِلُ ترقيّه صعودًا. عندما يتجاوزُ عمود القونق لديكُم حُدود العوالم الثلاثة، ألن تكونوا حينئذٍ قد خرجتـُم من العوالم الثلاثة ؟ لقد بحثنا ووجدنا أنّ العوالم الثلاثة التي يتحدّثُ عنها الدّين تبقى لا تتجاوزُ حُدود كواكبنا التـّسعة. البعضُ يتحدّثُ عن عشرة كواكب، أنا أقولُ أنّ هذا لا يُوجدُ مُطلقـًا. في الماضي، بالنـّسبة لبعض مُعلـّمي التشيكونق، لقد رأيتُ أنّ عمود القونق لديهم يتجاوزُ درب اللـّبانة، إنـّه ارتفاع كبير جدّا، لقد تجاوزوا بكثير ٍ العوالم الثلاثة، في الحقيقة، تلك مسألة درجاتٍ.

 

 

 

مسألة الس ـعي وراء الغايات

 

عديد الأشخاص المُتعلـّقين بغاياتٍ مُعيـّـنةٍ يدخلون في حقل تعهّدنا وممارستنا. البعضُ يُريدُ الحصول على قدرات القونق، البعضُ الآخر يُريدُ معرفة الجانب النـظريّ، وآخرون يريدون شفاء  أمراضهم، وآخرون يأتون أيضًا للحصول على عجلة الشّرع (الفالون). هناك شتـّى أصناف العقليّات. هناك من يبادرني: "أحد أفراد عائلتي لم يأتِ للمُشاركة في الدّورة التكوينيّة، سأدفعُ ثمن الدّورة التكوينيّة، أعطِهِ فالونـًا من فضلك." لقد استغرقنا أجيالاً لا تـُعَدّ ولا تـُحصى، وفترة ً زمنيّة ً تمتدّ إلى ماض سحيق جدّا، الأرقام سوف تهولكم  إن ذكرتـُها لكُم، أفشيء مُكوّن منذ زمن بعيدٍ إلى ذلك الحدّ، تدفعون بعض العشرات من اليوان لِتشترُوهُ ؟ لماذا نعطيك إيـّاه دون شروطٍ ؟ لأنك تـُريدُ أن تـُصبِحَ ممارسًا، هذا القلبُ لا يُشترى حتـّى بأضخم مبلغ من المال، إنـّها طبيعة بوذا قد ظهرتْ، هذا السّبب الذي من أجله نحن نقوم بذلك.                                      

                                     

 يُوجد في داخلكم غاية تسعَوْن وراءها، أفلأجل ذلك فقط تأتون إلى هنا ؟ إنّ جسم الشّرع لديّ (الفاشن، Fashen ) في العوالم الأخرى، يعلـَمُ كلّ ما يخامركم من أفكار. لأنّ مفهوم كلّ من المكان-الزمانيّ هنا وهناك ليس نفسُهُ، من منظور العوالم الأخرى، تـَكوّنُ فكرتكم هو مسار بطيء للغاية. هو يستطيـع أن يعرف فكرتكم حتى قبل أن تـُخامركم، لذلك يجبُ أن تنزعوا كلّ أفكاركم الخاطئة. مدرسة بوذا تتحدّثُ عن "العلاقة المصيريّة"، أنتم جميعًا علاقتكم المصيريّة هي التي تقودُكم إلى هنا، ما تحصُـلون عليه هو بدون شكّ ما يجبُ أن تحصُلوا عليه، يجبُ إذن أن تـُحبّوه وأن تـُحافظوا عليه، وألاّ تترُكوا في قلوبكم أدنى تعلـّق ٍ بغايةٍ مّا.

                                                                                                     

في الشّيولين الدّيني في الماضي، كانت البوذيّة تدعو إلى الفراغ، عدم التفكير في شيءٍ، عُبور باب الفراغ ؛ الدّيانة الطاويّة كانت تتحدّثُ عن العَدَم، عدم امتلاك شيءٍ ولا الرّغبة في شيءٍ. يقول الممارسون: "حُبّ ممارسة القونق دون الرّغبة في الحُصول على القونق." عند القيام بالشّيولين في حالة اللاّ-فعل، وعندما لا تكونون مُهتمّين سوى بشيولين طبيعتكم الأخلاقيّة، عندها مُستواكُم سيتحسّنُ، وستحصُلون بطريقةٍ طبيعيّةٍ على كلّ ما يجبُ أن تحصُلوا عليه. إن كُنتم غير قادرين على ترْك هذا جانبًا، أليس هذا تعلـّقـًا ؟ نحنُ نـُبلـّغ ُ مُباشرة شرعًا عاليًا جدّا، وهذا يتطلـّب منكم أيضًا سين سينغ عاليًا، لهذا السّبب، لا تأتوا لتعلـّم الشّرع ساعين وراء غايةٍ مّا.

                             

 لكي نتحمّلَ مسؤوليّـتنا  إزاءكم جميعًا، فإنـنا نسيرُ بكم في الطريق المُستقيم، هذا الشّرع يجبُ أن يُفسَّـرَ لكُم بوُضوح وبعُمق. عندما يسعى شخص مّا وراء التيانمو، هذه التيانمو يُمكن أن تنسدّ، وهكذا سيحُجُب نفسه بنفسه. إضافة ً إلى ذلك، أقول لكُم أنـّه، أثناء شيولين شي دجيان فا (شرع العالم الدنيويّ)، كلّ قدرات القونق التي تظهرُ لدى الإنسان هي نوعٌ من الغرائز الفطريّة التابعة لجسمه الحسيّ، في أيّامنا هذه، نحنُ ندعوها تايي قونقننق. فاعليتها لا تتجاوز العالم الحاليّ، عالمنا هذا، وبإمكانها السيطرة على البشر العاديّين. ما الدّاعي إذن للسّعي وراء هذه القدرات الصّغيرة التافهة ؟ أنتم تـَسعَوْنَ وراءها بما أوتيتـُم من جُهدٍ، عند بلوغ مرحلة شو شي دجيان فا (شرع العالم العلويّ)، فإنها تفقد صلوحيـّتها، هناك في العوالم الأخرى. عند الخُروج من شيولين شي دجيان فـا، كلّ قدرات القونق تلك يجبُ أن تـُطرَحَ جانبـًا وتـُخبّأ في عالم عميق جدّا، ستـُوضَعُ هناك في مكان احتياطيّ، ستكونُ في المُستـقبل بمثابـة شاهدٍ على مسار تعهّدكم وممارستكم، هذا هو الدّور الصّغير الذي تـلعبُـهُ.      

                                                                                        

 إن خرج الفردُ من شي دجيان فا، عليه أن يقومَ بالشّيولين من جديدٍ، الجسم الذي يملكُهُ الآن هو جسمٌ قد خرج من العناصر الخمسة التي كُنتُ بصدد شرْحها، إنه جسم بوذا. جسمٌ كهذا ألا يُمكنُ أن يُسمّى جسم بوذا ؟ جسم بوذا هذا عليه أن يُعيدَ الشّيولين وظهور قدرات القونق مُجدّدًا، وحينها لن تـُسمّى قونقننق بل فوفا شانتونق، وهذه تتمتـّعُ بقوّةٍ لا تـُحَدّ ويُمكنها أن تتحكّمَ في كلّ العوالم، إنـّها أشياء ذات تأثير ٍ عظيم ٍ حقـّا. أخبروني لِمَ سيصلـُحُ بعدُ سعيكُم وراءقدرات القونق ؟ كلّ أولئك الذين يبحثون عن قدرات القونق، أليست لديكُم النـّية في استعمالها وسط الناس العاديّين، في إظهارها بين النـّاس العاديّين ؟ وإلاّ، فلـِمَ تـُريدونها ؟ إنـّها غير مرئيّة وغير ملموسة، إن كُنتم تبحثون عن شيءٍ للزّينة، فمن الأفضل البحثُ عن شيءٍ جميل ٍ. استظهار هذه القدرات ينبـعُ من روح تعلـّق قويّةٍ، إنـّها روح سيّئة جدّا، يجبُ على الممارس أن يُفارقها. إن كُنتم تـُريدون استعمالها لِكسْب المال، تكوين ثروةٍ، وفي صراعكم من أجل تحقيق أهدافكم الشّخصيّة وسط النـّاس العاديّين، فذلك أسوأ. سيكونُ ذلك تشويشـًا لِمُجتمع الناس العاديّين باستعمال أشياء المُستويات العُـليا، هذه النـّية هي أسوء وأسوء، إذن لا يُسمح للمرء باستعمال قدرات القونق كما يُريدُ.      

                                               

إنّ قدرات القونق تظهَرُ في غالب الأحيان عند أشخاص تكونُ أعمارُهم في الطـّرفيْن، الأطفال والأشخاص المُسنـّون، وخُصوصًا النـّساء المُسنـّات، بصفةٍ عامّةٍ، يستطيعون التحكـّم جيّدًا في السين سينغ، لديهم قليل جدّا من التعلـّقات وسط النـّاس العاديّين. إثر تنمية القونق، هم يتحكّمون في أنفسهم جيّدًا، ليست لديهم روح المُباهاة هذه. لماذا لا تظهَرُ قدرات القونق بسهولةٍ لدى الأشخاص الشّبّان ؟ خُصوصًا لدى الرّجال الشّبّان، إنـّهم لا يزالون يُريدون بذل الجُهود في الخوض في مُجتمع النـّاس العاديّين، وبلوغ هذا الهدف أو ذاكَ ! عندما تظهَرُ قدرات القونق لديهم ، فإنـّهم يرغبون في استعمالها لِتحقيق أهدافهم، هُم يعتبرونها نوعًا من المهارة لِيُحققوا أهدافهم، لا يجوز هذا مُطلقـًا، لذلك لا يُمكن لقدرات القونق أن تنمو.                 

                                                                                 

فيما يخُصّ الشّيولين، هو ليس لـُعبة من ألعاب الأطفال، أو مهارة ً فنـّية من مهارات النـّاس العاديّين، إنـّه شيء على قدر ٍ عظيم ٍ من الجدّيّة. الرّغبة في التعهّد أو لا، القدرة على التعهّد أو لا، كلـّه يتعلـّق بالمجهود الّذي تبذلـونهُ في الرّفع من طبيعتكم الأخلاقيّة. لو كان هذا الشّخصُ حقـّا قادرًا على الحُصول على قدرات قونق عبر السّعي وراءها، فستكون تلك كارثة ً. إنـّهُ لا يهتمّ بالشّيولين، إنـّهُ لا يُفكّرُ فيه بالمرّة. بما أنّ ارتفاع طبيعته الأخلاقيّة قد بقي في مُستوى إنسان عاديّ، وأنّ قدراته قد نـِـيلتْ نتيجة السّعي، فمن الوارد أن يرتكب بواسطتها إثمًا. في البنك، هناك الكثير من المال، سيأخذ منه قليلاً، في الشّارع، هناك أوراق يانصيبٍ تـُباعُ في كلّ مكان، سيسْحبُ الرّقم الرّابحَ. لماذا لا يحدُثُ هذا النـّوع من الأشياء ؟ بعض مُعلـّمي التشيكونق يقولون: "من لا يُعيرُ أهمّية ً للفضيلة، يكونُ بسُهولة عُرضة لسوء التصرّف عندما تظهر لديه  قـدُرات القونق." أنا أقولُ أنّ هذا خطأ، ليس الأمر هكذا البتـّة. إن كُنتم لا تـُعيرُون أهمّية ً للفضيلة ولا تتعهّدون السين سينغ، فلن تتمكّـنوا أبدًا من الحُصول على قدرات قونق. البعضُ يتمتـّعون بسين سينغ جيّد، عندما تظهرُ قدرات القونق في مٌستواهُم، فإنـّهم لا يستطيعون التحكّم في أنفسهم، إنـّهم يرتكبون أفعالاً لا يجبُ عليهم ارتكابُها، يُوجد هذا النـّوع من الحالات أيضًا. ولكنـّهم حالما يرتكبون أفعالاً سيّئة ً، قدرات القونق لديهم تضعُفُ أو تختفي. إنّ هذه الخسارة هي خسارة إلى الأبد، والأمر الأخطر هو أنّ ذلك يُمكن أن يُولـّد روح التعلـّق عند الإنسان.        

 

بعضُ مُعلـّمي التشيكونق يدّعون أنـّه لو يتعلـّمُ المرءُ طريقتهم، سيكونُ بإمكانه مُداواة المرضى في ظرف ثلاثة أو خمسة أيّام، و كأنـّها نوع من الدّعاية، هؤلاء أسمّيهم تـُجّار تشيكونق. فكّر، أنت إنسان عاديّ، أفتستطيـعُ أن تشفيَ أمراض الآخرين فقط بإرسال بعض التشي ؟ إنسان عاديّ لديه تشي داخله، وأنت لديك منه أيضًا، أنت مازلتَ في طور البداية من ممارسة التشي، فقط قناة "لاوُو قونق، Laogong " لديك قد فــُتِحَتْ، وصارت تمتصّ وتبعثُ التشي. عندما ستـُداوي المرضى، فهُم لديهم أيضًا تشي على أجسامهم، وهذا الأخيرُ يُمكن أن يُؤثـّرَ عليكَ. كيف لـِتشي أن يحُدّ من تشي آخر ؟ إنّ التشي لا يُمكنه على الإطلاق أن يشفي المرَضَ. وزيادة ًعلى ذلك، عندما تـُداوي مريضًا، تـُكوّنُ حقلاً مُشتركـًا معهُ، والتشي السّقيم القادم من جسم المريض ينتقلُ بأكمله إلى جسمكَ، وسوف يكونُ لديك الآنَ نفس الكمّية التي لديْه، رغم أنّ أصل المرض موجود في جسمه هُو، إلاّ أنّ كثيرًا من التشي السّقيم يُمكنُ أيضًا أن يجعَلَكَ مريضًا. عندما تظنّ أنـّكَ قادر على شفاء المرضى، سوف تتنصّبُ لِمُداواة النـّاس، لن ترفـُضَ أحدًا ممّن يأتونَ، يُمكن أن تــُنمّي روح التعلـّق. مُداواة المرضى، كم هذا مُمتع ! ولكن لِمَ أنت قادر على الشّفاء ؟ أنت لم تـُفكّرْ، مُعلـّمو التشيكونق المُزيّفون كلـّهم لديهم"فوتي"، ولكي يجعلونكَ تـُصدّقهم، فإنـّهُم يُعطونكَ بعض طاقتهم. وسوف تفقدُها بعد شفاء ثلاثة، خمسة، ثمانية، عشرة مرضى. إنه نوعٌ من استهلاك للطـّاقة، وبعد ذلك، هذا القليل من الطّاقة سيختفي. أنت ليس لديكَ قونق فوقكَ، من أين يأتي القونق ؟ نحنُ، مُعلـّمو التشيكونق، لقد قمنا بالشّيولين طيلة عشرات السّنين، في الماضي كان تعهّد الطـّريق عسيرًا جدّا. إن لم يحصُلْ المرءُ على باب الشرع الصّحيـح للشّيولين، وقامَ بالشّيولين من بابٍ جانبيّ، فإنـّه يدخُل في طريق صُغرى، هذا صعب جدّا.

 

أنتم ترَوْنَ أنّ بعض مُعلـّمي التشيكونق الكِبار مشهورون جدّا، ولكنهم لم يتحصّلوا على نبذةٍ من القونق إلاّ بعد ممارسةٍ استغرقت عشرات السّـنين. دون القيام بالشّيولين، وبعد مُشاركتكم في دورةٍ تكوينيّةٍ، سيكونُ لديكُم قونق ؟ أين حصَلَ مثل هذا ؟ سوف تتكـّونُ لديكم منذ ذلك الحين روح تعلـّق ٍ. وإثر ذلك، عندما تظهر هذه الأخيرة، سوف تنزعجون إذا لم تتوصّلوا إلى مُداواة المريض. بعضُهم، حفاظـًا على سمعتهم، وأثناء مُعالجتهم للمرض، بماذا يُفكّرون ؟ "فلـْيتحوّل المرض إلى جسمي ولـْيُشْفى المريض !" ولكن هذا ليس بدافع الرّحمة، إنهم لم يتخلـّصوا بالمرّة من تعلـّقهم بالشهرة والكسب، إنهم عاجزون كلّ العجز عن الإحساس بأدنى رحمة. إنهم يخشوْن فقدان سُمعتهم، ويُفضـّلون أن يُصابوا بهذا المرض على أن يفقدوا سمعتهم ؛ كم هُو قويّ هذا التعلـّق بالسّمعة ! حالما تتولـّدُ لديهم هذه الرّغبة، ينتقِـلُ المرض مُباشرة ً إليهم، سيحدث هذا فعلاً ؛ سيعودون إلى بيوتهم مرضى، وأمـّا المريضُ فقد شُفِيَ. بعد شفاء الآخرين، هم يتعذبون في بُيوتهم. أنتم تظنـّون أنكم قد شَفـَيْتـُم الأمراض، الآخرون يدعُونكُم "مُعلـّم تشيكونق"، أنتم مسرورون ويملأكم الفخرُ، تكادون تـُجنـّون فرَحًا. أليست هذه روح تعلـّق ؟ عندما لا تشفـُونَ المريضَ، تكونون مُنهارينَ تمامًا، أليست هذه روح التعلـّق بالشّهرة والكسب هي التي تتحكّمُ فيكُم ؟ وزيادة ًعلى ذلك، كلّ التشي السّقيم عند المرضى الذين تـُداوُونهُم سينتقِلُ إلى أجسامكم. مُعلـّمو التشيكونق الدجّالون يُلقـّـنونكم كيف تطرُدون هذا التشي بهذه الطـّريقة أو تلكَ، وأنا أقولُ لكُم أنـكم عاجزون تمامًا عن طرده، ولاحتـّى جُزءٍ ضئيل ٍ منه، لأنـكم أنتم أنفسكم لا تملكون القدرة على التـّمييز بين التشي الجيّد والتشي السّيء. وبطول المُدّة، جسمكم سيُصبـحُ كلـّه أسود من الدّاخل، إنـّها الكارما.

                                                                          

عندما تتعهّدون وتـُمارسون بحقّ ٍ، سوف تـُلاقونَ حقـّا الكثير من الصّعوبات، كيف ستتصرّفونَ ؟ كم من المِحَن سيكونُ عليكُم مُقاساتـُها لِتـُحوّلوها إلى مادّة بيضاء ؟ إنّ هذا صعبٌ جدّاً، وخُصوصًا الناس الذين لديهم استعداد جيّد هُم الأكثر عُرضة ً لهذا المُشكل. البعضُ يُصرّ على السّعي وراء المُعالجة. عندما يكون لديكُم السّعي وراء غايةٍ مّا، فإنّ أحد الحيوانات يلمَحُ ذلك، ويأتي لِـيتـلبّسكم ، هذا هو الجسم المملوك "فوتي، Fu ti ". أنتم تـُريدون مُداواة المرضى، أليس كذلك ؟ حسنـًا، هُو يُمكّـنكم من مُداواة المرضى، ولكنهُ لا يفعلُ ذلك بدون هدفٍ، من لا يخسرْ لا يكْسبْ، إنّ ذلك حقـّا خطير جدّا، في نهاية الأمر لقد جلبتـُموه لأنفسكم، كيف ستستطيعون التعهّد والممارسة بعد ذلك ؟ سينتهي أمركم  تمامًا.        

                                   

بعض الأشخاص الذين لديهم استعداد جيّد قد استبدلوا استعدادهم الجيّد بكارما الآخرين. هذا الشّخصُ مريض، حقل ديونه ضخمٌ، عندما تكونون قد شَفيْـتـُم مريضًا ذا علـّةٍ خطيرةٍ، وعندما تعودون إلى بُيوتكم، لا تستطيعون أن تصِفوا قدر العذاب الّذي تتعذبونهُ ! الكثيرُ منـّا ممّن داوَوْا في الماضي مرْضى،  يعرفون هذا الإحساس، المريضُ قد تعافى ولكنـّكم ترجعون إلى بيوتكم في حالة مرضيّة خطيرة. وبطول المُدّة، كمّ هائل من الكارما قد تحوّلَ إليكم، أنتم تـُعطون حسناتكم (الدّو) مُقابل كارما الآخرين، لأنه ليس هناك ربحٌ دون خسارةٍ. حتـّى وإن كان المرضُ هو الذي تـُريدونهُ، فإنّ الكارما يجبُ أيضًا أن تقعَ مُبادلتها مع الدّو. هناك القانون التالي في الكون، لا أحد يتدخـّل في ما تريدونه. ولا يُمكن أيضًا اعتباركم طيّبين. هناك شيء خُصوصيّ في الكون، وهو أنَ الذي يحملُ قدرًا أكبَرَ من الكارما، هو سيّء. أنتم تـَهَـبون استعدادكم الخاصّ لتحويل كارما إنسان آخر، مع كثير جدّا من الكارما، كيف سيُمكنكم التعهّد والممارسة ؟ إنّ استعدادكم قد دُمّرَ تمامًا من طرفه. أليس هذا مُريعًا ؟ المريضُ قد تعافى، وهو مُرتاح الآن، وأنت ستنتابك الآلام حالما تعودُ إلى منزلك. لو تشفي مريضيْن اثنيْن بالسّرطان، يجبُ أن ترحلَ عوضًا عنهما، أليس هذا خطيرًا ؟ إنّ الأمربهذه الصـّفة. الكثيرُ من الناس لا يعرفون هذا القانون.

 

أمّا بالنـّسبة لبعض مُعلـّمي التشيكونق الحاليّين، لا يجبُ أن تنظروا لِشُهرتهم الفائقة، من يكونُ مشهورًا ليس بالضّرورة عالمًا. ماذا يعلم الإنسان العاديّ ؟ عندما يُحدثُ الناس ضجّة ً حول أمر مّا، يُصدّق المرء بهذا الأمر. لا يغرّكم ما هُم بصدد فعله حاليّا، إنـّهم لا فقط يُؤذون الآخرين ولكن أيضًا يُؤذون أنفسهم، وسوف ترَوْنَ كيف سيكونون بعد مُضيّ عام ٍ أو عامَيْن، إنّ الشّيولين لا يسمحُ بمثل تلك الفوضى. إنّ الشّيولين يُمكن أن يكونَ له فاعليّة في المُداواة، ولكنـّه ليس مجعولاً للمُعالجة. إنـّه شيء خارق وليس مهارة ً تقنيّة ً من مهارات الناس العاديّين، يُمنـَعُ عليكُم منعًا باتـّا أن تـُدخِلوا عليه الاضطراب كما تشاؤون. حاليّا، بعض مُعلـّمي التشيكونق المُزيّفين قد نجحوا فعلاً في تلويث الأجواء، إنهم يستعملون التشيكونق كوسيلةٍ للإثراء وطلب الشّهرة، إنهم مجموعات فاسدة تـُريدُ أن تـُوسّعَ نِطاق تأثيرها، وهُم يُوجدون بأعدادٍ تفوقُ كثيرًا أعداد مُعلـّمي التشيكونق الحقيقيّين. عندما يتحدّث كلّ الناس العاديّين عن هذا، ويتصرّفون بهذه الكيفيّة، هل تـُصدّقونهم ؟ ويذهبُ في ظنّ البعض أنّ ذاكَ هو التشيكونق، لا أبدًا. ما قلته لكُم هو القانون الحقيقيّ.

                                           

إنّ إنسانـًا عاديّا، عندما يتواصَلُ مع الآخرين في مُختلف أنواع العلاقات الإجتماعيّة، من أجل مصلحته المادّيّة، يرتكبُ سيّئاتٍ ويُسجّـلُ دُيونـًا، فيجبُ عليه إذن تحمّل عناء تسديدها. لو تـُعالجونه كيفما تشاءون، حتـّى ولو كُنتم قادرين حقـّا على شفاءه، فهل هذا مسموحٌ فعلـُهُ ؟ إنّ البوذا موجودون في كلّ مكان ٍ، لماذا لا يفعلُ البوذا العديدون هذا النـّوع من الأشياء ؟ كم سيكونُ هذا رائعاً لو يترُكون كلّ الكائنات البشريّة تعيشُ في راحةٍ ! لماذا لا يفعلون ذلك ؟ ينبغي على كلّ إنسان أن يدفعَ بنفسه دُيونه الذاتيّة، لا أحد يجرُؤ على الإخلال بهذا القانون. أثناء شيولين الفرد، يُمكن أن يحدُثَ صُدْفة ً أن يُقدّمَ بعض المُساعدة للآخرين من باب الرّحمة، ولكنّ هذا ليس من شأنه سوى أن يُؤجّلَ المرضَ إلى ما بعد. أنتم معفيّون من العذاب الآن ولكن ستتحمّلونهُ لاحقـًا، وإلا فهو يُحوّل لكم المرض إلى شيءٍ آخر: ستخسَرون مالاً أو تـُلاقون مصائبًا إن لم تمرضوا، ربّما سيكون الأمر كذلك. القيام فعلاً بهذا الأمر وإزالة تلك الكارما من أجلكم دُفعة ً واحدة ً وكُلـّيا، هذا لا يُمنـَحُ سوى للممارسين، ولكن أبدًا للناس العاديّين. أنا لا أتحدّث فقط عن نظريّة مدرستي، أنا أتحدّث عن حقيقة كلّ كوننا، أتحدّث عن الوضعيّة الحقيقيّة لعالم الشّيولين.

                                                                                                                                         

نحنُ هنا لا نعلـّمكم وسائلَ علاجيّة، ولكن نحنُ نهديكُم إلى طريق كُبرى، طريق حقـّةٍ، ونقودكم نحو الأعلى. لذلك أقول في كلّ مُحاضرةٍ أنـّه  يُمنـَعُ على كلّ تلاميذ الفالون دافا أن يقوموا بالمُعالجة، وأنّ كائنـًا من كانَ يقومُ بالمُعالجة لم يعُدْ ممارسًا في مدرستي فالون دافا. بما أنـّنا نسيرُ بكم نحو الطـّريق الحقـّة، فأثناء شيولين شي دجيان فا، نـُطهّرُ باستمرار جسدكم، نحنُ نـُطهّرُ جسدكم ونـُطهّرُهُ أكثر وأكثر إلى أن يُبْدَلَ الجسد كلـّه بمادّة طاقيّة عليا. ولكنكم لا تزالون تجلبون التشي الأسود على جسدكم، كيف سيُمكنكم التعهّد والممارسة ؟ تلك هي الكارما ! لن يكونَ بإمكانكم التعهّد والممارسة. مع كمّيةٍ ضخمةٍ من الكارما، لن تقوَوْا على التعهّد والممارسة، مُقاساة كثير من المِحَن سيجعلكم عاجزين عن مُواصلة التعهّد، ذلك هو القانون. رغم أنـّـني أبلـّغ هذا الشّرع الأكبر للعموم، إلاّ أنـّكم لا تـُدركون إلى حدّ الآن ما أنا بصدد تبليغه. إن كان بالإمكان أن يُبلـّغ َ هذا الشّرع الأكبر للعُموم، فإنـّه لدينا الوسائل لحفظه. لو تـُعالجون المرضى، كلّ ما زوّدناكُم به من أجل تعهّدكم وممارستكم سيتمّ استرجاعُهُ بصفةٍ كُـلـّيةٍ من قِبَـل جسم الشّرع الذي يتبعُـني. لا يُمكن أن نترُككم تهتـِكون هذه الأشياء الثــّمينة جدّا، كما يبدو لكم ومن أجل سُمعتكم ومصلحتكم الشّخصيّة. إن لم تتصرّفوا طِبقـًا لِمُـتطلـّبات الشّرع، فأنتم لم تعودوا مُمارسين لمذهبنا الفالون دافـا، سنتصرّفُ بحيثُ نجعلُ جسمكم يرجـِعُ إلى حالة شخص عاديّ، وسُنعيدُ إليكم أشياءكم السّيئة، بما أنـّكم تـُريدون أن تكونوا أناسًا عاديّين.     

                                                                                                           

منذ الأمس، بعد مُتابعة الدّرس، الكثيرُ منـّا يُحسّون بخفةٍ في أبدانهم. ومع ذلك، هناك جُزء صغير من النـّاس المرضى مرضًا خطيرًا سبقوا الآخرين وبدؤوا يشكُونَ من أوجاع منذ الأمس. بعد أن أزلـْتُ أشياء سيّئة من جسدكم بالأمس، الأغلبيّة من بيننا يُحسّون أنفسهم خفيفين ومُرتاحين جدّا، ولكنّ هناك قانونـًا في كوننا: ما من ربح ٍ دون خسارةٍ، لا يُمكن أن ننزَعَ عنكم كلّ شيءٍ، إنـّه من غير المقبول على الإطلاق ألاّ تتحمّلوا شيئًا. هذا يعني أنـنا قد استأصلـْنا لكُم السّبب الأصليّ لِمرضكم والسّبب الأصليّ لِحالتكم الصحّية السّيئة، ولكن بقي هناك لديكُم حقل سقيم. مع التيانمو المفتوحة على مُستوىً مُتدنّ ٍ للغاية، يرى المرءُ أنـّه يُوجد في الجسم قطعٌ من التشي الأسود، من التشي السّقيم والعكِر، وأيضًا على شكل قِطع ٍ من تشي أسود مُركّز، كثيف جدّا، وقادر على مَلْءِ كلّ جسدكم عند انتشاره.      

                                                 

منذ اليوم، البعض يُمكن أن يُحسّوا ببردٍ على كلّ الجسم، كما لوكانوا يُعانون من زُكام شديدٍ، ورُبّما يشكُونَ من آلام في العظام. مُعظم النـّاس سيُحسّون بآلام في موضع مّا من جسمهم، آلام في السّاقيْن أو دُوار في الرّأس. في الموضع الذي كُنتم تـُعانون فيه من مرض في الماضي، والذي ظننتـُم أنهُ رُبّما قد شُفِيَ بواسطة تمرين التشيكونق أو تمرين مُعلـّم التشيكونق هذا أو ذاكَ، فإنّ الأعراض ستظهَرُ من جديدٍ. ذلك لأنهم لم يشفوكم منه تمامًا، وإنـّما دفعوه إلى وقتٍ لاحق ٍ. لقد بقي هناك في نفس الموضع، لا تمرضون الآن، ولكن ستمرضون في المُستقبل. يجبُ أن نعيدَ ظهورَ كلّ هذه الأمراض ونطرُدَها عنكُم، نستأصلها كلـّها من جُذورها. بهذه الطـّريقة، سيبدو لكُم هذا كما لو كان نكسة ً للمرض، إنـّها الإزالة الجذريّة للكارما. لذلك يُمكن أن تـُحسّوا بردّات فعل ٍ، البعضُ يُمكن أن تكونَ لهم ردّة فعل ٍ موضعيّةٍ، سيقعون فريسة ً لهذا الألم أوذاكَ، كلّ مُختلف أشكال الانزعاج يُمكن أن تظهَرَ عندهم، كلّ ذلك طبيعيّ. يجبُ أن نـُحذركم أنـّه، مهما يكُنْ مقدار انزعاجكم، يجبُ أن تـُثابروا على المجيء هنا لِتـُتابعوا الدّروسَ، كلّ أعراضكم ستختفي حالما تدخلون قاعة الدّرس، ولن تكونوا مُعرّضين لأيّ خطر. هناك نقطة نـُشيرُ إليها، رغم أنـكم تـُحسّون بمُعاناةٍ شديدةٍ كما لو كُنتم مرضى، أرجو أن تـُواصلوا المجيء إلى هنا، إنّ الشّرع صعب المنال. اللـّحظة التي تتعذبون فيها أكثر هي بالتـّحديد النـّقطة التي يتحوّلُ فيها الشّيء إلى نقيضه، كلّ جسمكم سيُطهّرُ ويجبُ أن يُطهّرَ تمامًا. جذور المرض قد تمّ استـئصالها، لم يعُدْ لكم سوى قليل من التشي الأسود يجبُ أن نترُكَهُ يتلاشى، ذلك لِنـُحمّـلكم بعض الصّعوبات ونجعلكم تمرّون ببعض العذاب، من المُستحيل ألاّ تتحمّـلوا شيئًا.      

 

في مُجتمع الناس العاديّين، ومن أجل الشّهرة والكسب، من أجل صراعاتٍ وخلافاتٍ مع الآخرين، أنتم لا تستطيعون الأكلَ جيّدًا ولا النـّومَ جيّدًا، كلّ جسمكم قد أهلِكَ من جرّاء هذا إلى حدّ ٍ لا يُعقلُ، عندما تتمّ مُعاينة جسمكم من عالم ٍ آخرَ، فإنّ عظامكم كلـّها سوداء. تطهير جسم كهذا دُفعة واحدة ، دون أيّ ردّة فعل ٍ، هذا ليس مُمكنـًا، لذلك ستحدُثُ عندكم ردّات فعل ٍ. البعضُ يُمكن أن يكونَ لديهم إسهال وتقيّؤ في الآن نفسه. في الماضي، الكثيرُ من المُتعلـّمين من أمكنةٍ مُختلفةٍ كانوا يقولون لي في تقارير تجاربهم وتأمّلاتهم: "أيّها المعلـّم، في طريق العودة إلى منزلي عند نهاية الدّرس، بحثتُ باستمرار وطوال الطـّريق، عن دَورات المياه، إلى حدّ وُصولي إلى البيت." لأنّ الأحشاءَ هي أيضًا يجبُ أن تـُطهّرَ. يحدُثُ أنّ أناسًا يغفـُونَ ويستيقظون حالما أنهي مُحاضرتي. لِمَ هذا ؟ لأنّ لديهم أمراضًا في الدّماغ، ويجبُ أن تـُعَدّلَ من أجلهم. وهُم لن يستطيعوا تحمّـل هذا التـّعديل وهُم في حالة وعي ٍ، لذلك يجبُ إدخالهم في حالة تخدير ٍ، هم لا يعرفون ذلك. ولكنّ بعضهم لديهم حاسّة سمع سليمةٍ، هُم ينامون نومًا عميقـًا، ولكنـّهم قد سمعوا كلّ شيءٍ، دون إفلات كلمةٍ. ومنذ ذلك الحين، يعودُ ذلك الشّخصُ مُمتلئـًا بالحيويّة، ولن يشعُرَ بالنـّعاس وإن لم ينم  لِمُدّة يوْميْن. كلـّها حالات مُختلفة، كلّ شيءٍ يجبُ أن يُسَوّى، كلّ جسمكُم يجبُ أن يُطهّرَ بصفةٍ كُلـّيةٍ.         

 

بالنـّسبة للناس الذين يدخُلون حقـّا في ممارسة الفالون دافا، إن كُنتم تستطيعون مُفارقة روح تعلـّقكم، سوف تكونُ لكم ردّات فعل ٍ منذ الآن. بينما أولئك الذين لا يستطيعون أن يترُكوا جانبًا روح تعلـّقهم، رغم ادّعاءاتهم بأنهم قد انفصلوا عنها، في الحقيقة هم لا يستطيعون ذلك، إذن فسيكونُ من الصّعب عليهم النجاح. هناك أيضًا قسم سيفهمون لاحقـًا ما أعلـّمه في الدّرس، فيما بعدُ، سيُفارقون روح تعلـّقهم، وتـُطـَهـّرُ أجسامهمُ، آخرون سيكونون مُرتاحين جدّا وخفيفي الجسم، أمّا هم سيكونون قد بدؤوا فقط في مرحلة إزالة الأمراض والإحساس بالعذاب. في كلّ دورةٍ تكوينيّةٍ، هناك دائمـًا أشخاص مُتأخّرون من هذا النـّوع بسبب قدرتهم الضّعيفة على الاستيعاب، وتبَعـًا لذلك، مهما تكُنْ الحالة التي ستمرّون بها، هي طبيعيّة جدا. أثناء دوراتي التكوينيّة المنظمة في مكان آخر، حدث أن شعُرَ البعضُ بحالةٍ سيّئةٍ جدّا، وتهالكوا علىالكراسي وأبوْا مغادرة المكان، كانوا ينتظرون أن أنزلَ من المنصّة لأعالجهم، إن كُنتم لا تستطيعونَ اجتيازَ امتحان كهذا، فلا تزالُ هناك امتحانات كُبرى تنتظركم في تعهّدكم وممارستكم المُقبـِليْن، إن كان هذا يبدو لكُم مُستحيل الاجتياز، فكيف ستتعهّدون وتـُمارسون ؟ ألا تستطيعون اجتياز أمر بسيط كهذا ؟ كلـّكم تستطيعون اجتيازَهُ. إذن، لا تبحثوا عنـّي مرّة ثانية ً لأعالجكم، وبقطع النـّظر عن كلّ شيءٍ، أنا لا أداوي، كلّ مرّة تذكُرون فيها كلمة "مرض" أحسّ بالنـّفور.               

                                     

إنه من الصّعب حقـّا تخليص الإنسان، في كلّ دورةٍ تكوينيّةٍ، هناك دائمًا 5 % أو 10 % من الناس لا يتوصّـلون إلى المُتابعة. إنه من المُستحيل أن يحصُـلَ كلّ الناس على الطريق، حتـّى بالنـّسبة لأولئك الذين يُثابرون على ممارسة التـّمارين، يجبُ أن نرى أيضًا ما إذا كُـنتم أم لا قادرين على اتـّخاذ قرار التعهّد، من المُستحيل أن ينجَحَ كلّ الناس في أن يكونوا بوذا. بالنـّسبة لأولئك الذين يتعهّدون حقـّا الدّافـا، قراءة هذا الكتاب ستـُـظهرُ لديهم نفس الحالات وستجعلهم يحصُـلون على كلّ ما يجبُ أن يحصُـلوا عليه.